المجاز العقلي

تعريف المجاز العقلي:

المجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى مُلَابِسٍ له غير ما هو له بتأوُّل.

***

شرح تعريف المجاز العقلي:

قوله: "إلى مُلَابس له" يُشِيرُ إلى أنه لا بد في هذا المجاز من علاقة كسائر المجازات، وهذه العلاقة هي المُلابسة والارتباط بين الفعل وفاعله المجازي، أو بين الفاعل الحقيقي والفاعل المجازي على رأي آخر.

***

ملابسات الفعل لفاعله المجازي:

مُلابسة الفعل لفاعله المجازي من جهة وقوعه عليه، أو فيه، أو بسببه وما شابه ذلك؛ أما الفاعل المجازي فهو يلابس الفاعل الحقيقي من حيث تعلق وجود الفعل بكل منهما، والإسناد هنا إلى غير ما هو له؛ أي: إلى غير ما حقُّه أن يُسْنَد إليه، وبذلك تَخرج الحقيقة العقلية؛ وهذا هو أساس الفرق بين الحقيقة العقلية والمجاز العقلي.

***

مقالات مرتبطة

أقسام المجاز العقلي من حيث طرفيه 

الفرق بين المجاز اللغوي والمجاز العقلي 

قرينة المجاز العقلي

بلاغة المجاز العقلي

علاقات المجاز العقلي

المجاز العقلي


***



قرينة المجاز العقلي:

لا بد للمجاز العقلي من قرينة تكون صارفة عن إرادة ظاهر الإسناد، وقد أشار إليها الخطيب القزويني في التعريف بقوله: "بتأول"؛ لأن التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى غيره، وبدون القرينة يبقى الإسناد على ظاهره فيكون من قبيل الحقيقة.

ففي قول المؤمن: أنبت الربيع البقل، أسند الإنباتَ إلى الربيع، وفاعلُ الإنبات الحقيقي هو الله -سبحانه وتعالى- والربيعُ زمن للفعل؛ ففي إسناد الإنبات للربيع إسناد إلى غير ما هو له، فهو مجاز عقلي علاقته الزمانية، والقرينة التي تصرف عن إرادة ظاهر الإسناد هي حالُ المتكلم نفسه.

وفي قول الملحد: أنبت الربيعُ البقلَ، أسند الفعل إلى الربيع، وهو يعتقد أن الربيع هو الفاعل الحقيقي وهو غير متأول، وعلى ذلك يكون الإسناد على حقيقته؛ فاشتراط التأول في الإسناد المجازي يُخرج نحو قول الدهريين: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}؛ لأن إسناد الفعل يهلك يُوَافِقُ اعتقادهم، فلا تأويل فيه فهو حقيقة عقلية عند هؤلاء الملحدين، كما يخرج الأقوال الكاذبة أيضًا إذ لا تأوّل فيها؛ أي: لا قرينة؛ لأن الكاذب لا ينصب قرينة صارفة عن إرادة الظاهر من الكلام.

وعلى ذلك فالمجاز العقلي لا بد له من علاقة مُصَحِّحة للإسناد وهي ما تُسَمَّى ملابسة، ولا بد له من قرينة صارفة عن إرادة الإسناد الحقيقي شأنُه في ذلك شأن غيره من المجازات، فالعلاقة هي التي تصحح الإسناد، إذ لا يصح أن نسند الفعل إلى فاعل لا تربطه بالفعل صلة ولا تجمعه به علاقة.

والقرينة هي التي تدل على مراد المتكلم، وبدونها يصبح الكلام إلغازًا، ويبقى المعنى في بطن الشاعر كما يقولون؛ إذ لا دليل يفصح عن المراد من حقيقة أو مجاز.

***

تعليقات

 موقع طريق التعلم اطلع عليه من هنا 
 

 موقع طريق التعلم اطلع عليه من هنا 
 

 موقع طريق التعلم اطلع عليه من هنا