الفرق بين المجاز اللغوي والمجاز العقلي

 

ينقسم المجاز إلى قسمين؛ مجاز لغوي ومجاز عقلي.

التجوز في المجاز اللغوي:

التجوز في المجاز اللغوي واقع في اللفظ المفرد مثل قولك: "رأيتُ الأسدَ يخطبُ" وتعني بذلك رجلًا شجاعًا، فقد استعمل اللفظ المفرد "أسدًا" في غير معناه الوضعي لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.

وكقولك: "رعينا الغيثَ" بمعنى النبات المسبب عنه، فاستعمال الغيث في النبات هو من قبيل استعمال اللفظ في غير ما وُضع له لعلاقة السببية مع قرينة مانعة من إرادة الحقيقة، وهو نوع آخر من المجاز اللغوي مجاز مرسل.

فالتجوز هنا واقع في اللفظ المفرد، وطريق التجوز هو اللغة، سواء كان لاستعارة كما في المثال الأول لعلاقة المشابهة، أو في المجاز المرسل المثال الثاني لعلاقة السببية.

***

التجوز في المجاز العقلي:

أما المجاز العقلي فالتجوز فيه واقع في الإسناد أمَّا طرفي الإسناد فلا دخل لهما في الحُكْمِ على الجملة بالمجاز العقلي وعدمه؛ ففي قولنا مثلًا: أنبت الربيع البقل، نلاحظ أن التجوز في إسناد الإنبات إلى الربيع وهو زمانه، أما الطرفان أنبت والربيع وهما المسند والمسند إليه، فكل منهما مستعمل في معناه الحقيقي، فالمجاز العقلي واقع في الإسناد، ولما كان الإسناد أمرًا عقليًّا يرجع إلى قصد المتكلم الذي ينظم الكلام دون رجوع إلى اللغة في ذلك، فقد سمي هذا المجاز المجاز العقلي.

***

مقالات مرتبطة

أقسام المجاز العقلي من حيث طرفيه 

الفرق بين المجاز اللغوي والمجاز العقلي 

قرينة المجاز العقلي

بلاغة المجاز العقلي

علاقات المجاز العقلي

المجاز العقلي 

***

والفرق بين المجاز اللغوي والمجاز العقلي يتلخَّص فيما يلي:

1-  المجاز اللغوي في اللفظ أما المجاز العقلي ففي الإسناد والتركيب.

2-  المجاز اللغوي طريقه اللغة كما هو الحال في الحقيقة اللغوية، أما المجاز العقلي فطريقه العقل كما هو الشأن في الحقيقة العقلية.

***

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن التفريق بين المجازين اللغوي والعقلي من آثار الإمام عبد القاهر فقد عقد في (أسرار البلاغة) فصلًا قسم فيه المجاز إلى قسمين، وعرف كلًّا منهما، وأنفق جهدًا عظيمًا في بيان الفرق بين النوعين.

كما أضاف الإمام عبد القاهر قاعدةً يمكن التفريق بها بين النوعين، وذلك بالرجوع إلى الحقيقة في هذا المجاز وذاك؛ لنعرف طريقها من اللغة أو العقل، فالمجاز في حقيقة اللغة هو فرع عنها، فما كان طريقًا في أحدهما من لغة أو عقل فهو طريق في الآخر، والحقيقة اللغوية طريقها اللغة كما نرى في الأسد حين نستعمله في الحيوان المفترس، وعلى ذلك فالمجاز اللغوي طريقه اللغة أيضًا حين إطلاق الأسد على الشجاع الذي يشبهه، والحقيقة العقلية طريقها العقل؛ لإثبات الفعل أو معنى إلى ما هو له مثل: أنبت الله البقل، وكذلك هو طريق المجاز فيه نحو: أنبت الربيع البقل.

***

تعليقات

 موقع طريق التعلم اطلع عليه من هنا 
 

 موقع طريق التعلم اطلع عليه من هنا 
 

 موقع طريق التعلم اطلع عليه من هنا