نبذه عن كتاب أسرار البلاغه لعبد القاهر الجرجانى

 



كتاب : أسرار البلاغة 

تأليف :عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجانى

تحقيق الشيخ: محمود محمد شاكر

الناشر: إحياء التراث العربى ونشر عام 2005

عدد الصفحات :578

                                           وصف البحث


كتاب أسرار البلاغة من الكتب التي وضع فيها عبد القاهر الجرجاني أُسُسَه ومنهجَه في علم البلاغة، فهو وكتابه الثاني دلائل الإعجاز من أوائل الكتب التي صُنعت فوضَعت ركيزة علم البلاغة بعدما كانت آراء ومذاهب كلامية تناقشها العلماء نقاشًا وثبتها في طلابها.

ويعتبر أسرار البلاغة الكتاب الأول الذي أسس قواعد البلاغة العربية بشكل دقيق ومفصل، وأقام عليها الحجة والبرهان، مما جعله منهجًا تعليميًّا متكاملًا لعلم البيان والمعاني، حيث تتلخص منهجية الجرجاني في مؤلَّفه بالتالي:

·       اعتنى بالتنظير للبلاغة، ووضع أسسها، وبيان أسرارها؛ فقد عالج في كتابه موضوع الحقيقة والمجاز ببيان تقسيماته في الكلام وبيان معناه.

·       استهلّ كلامه بالقول في التجنيس وتقسيماته وأنواعه، حيث إنّ جُلّ محاسن الكلام متفرعة عن التشبيه والتمثيل والاستعارة، فقد بيّن العلاقة بين هذه العناصر، وأبرز الفروق بينها.

·       ضمَّنَ في كتابه نظريته؛ وهي نظرية النظم، التي ملخصها أن: جمال البلاغة ليس في اللفظ، ولا في المعنى وإنما في نظم الكلام (أي الأسلوب) وبناء الجملة.

·       تأثره بأسلوب الجاحظ، وتميز بكثرة التمثيل، وضرب الأمثال لشرح الأفكار وتبسيطها.

·       إكثاره من الشواهد الْمُستقاة من القرآن والحديث وشعر العرب.

بدأ الإمام عبد القاهر الجرجاني كتاب أسرار البلاغة بـالمقدمة: تحدث فيها عن الكلام الذي يراه أنه هو المعنى، وقضية الترتيب البلاغي للغة العالية مع ضرب الأمثلة بين الفصيح والهذر من الكلام، كقوله في قول الشاعر: (قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ)، والقول: (منزل قفا ذكرى من نبك حبيب) والفرق فيما بينهما.

ثم انتقل إلى الكلام على التجنيس، ورأيه أنك لا يمكنك استحسان التجنيس ما لم يكن واقعًا في العقل موقعًا حميدًا، وشروط استحسان الجناس والسجع، وتحدث عن أمثلة على التجنيس الحسن وخلافه، ثم في قسمة التجنيس وأنواعه الداخلة فيه من أمثلة الاستعارة ورأيه في كون حسن الكلام بالمعاني لا بالألفاظ فتوضيح طريقة اتفاق المعاني، واختلافها وبيان اجتماع الأبنية الخاصة بها واختلافها وتميز اللغة العربية، وبيان أن اللغات تجوّز في أبنيتها، وترجمة الاستعارة، والكلام على الاستعارة المفيدة، فالاستعارة وتطبيقاتها ثم الاستعارة إذا كانت مختلفة في جنسها ونوعها، ثم الاستعارة التي تقترب من الحقيقة، والاستعارة ووجه الشبه الحقيقي.

ثم انتقل إلى نوعي الاستعارة والتفرقة بينهما من حيث الجنس ووجه الشبه إذا كان عقليًا في الاستعارة، وتشبيه الكلام الجيد والحسن بالملح والمعقول بالمعقول وتشبيهاتها، وفي الموازنة بين معنى الغنى والفقر، ثم الكلام في الوجود والعدم وتشبيه الأول بالثاني والعكس، وتأويل التشبيه، والتشبيه ومقتضياته، والاشتراك بالصفة، ووجه الشبه، وبين بين ألفظ شيء وأشياء وتفرعاتهما.

ثم تحدث عن التشبيه الذي يتكون من طرفين، وما هو بتمثيل، فالوصف وانتزاع الشبه منها، ثم استفاض في تشبيه اليهود في القرآن الكريم بالحمار يحمل أسفارًا، والتشبيه والتمثيل ووجوه الشبه في التمثيل، ثم عمد إلى تطبيق التمثيل على: المدح والذم، وفي الحجاج والافتخار والاعتذار، وفي الوعظ، وفي ضروب الكلام المختلفة.

فالكلام وتأثير بلاغته في النفس، وجاء إلى تأثير الكلام وعدمه والفرق بينهما، ثم قوة التمثيل وتأثيره في النفس البشرية، وتأثير التمثيل في ضروبه، وزيادته بالأمثلة الواقعية وفي فلسفة التمثيل، والتعليق عليها، واختلاف نوع الجنس بين المشبه والمشبه به، وكيف يجعل ضد الشيء نفسه في التمثيل، والمآخذ على التمثيل، والتمثيل الدقيق والآخر التعقيد.

والفرق فيما بينهما والكلام البليغ في دقة الفكر والتعقيد، وأيضًا الذي لا يدرك إلا بالتعب وقبح الكلام المعقد وقبحه والتأليف وحسنه عند اختلاف الجنس، وما للتشبيه من دقة للفكر، والإدراك التفصيلي والإجمالي والتفاضل فيما بينهما، والتشبيه التفصيلي وما له من دقة الفكر، والعبرة من التشبيه والتفصيل في ضروبه وضروب التمثيل.

ثم التشبيه المركب وتفاصيله، فهيئة الشيء والتشبيه فيها من تفاصيل وحركات، فبيان تشبيه الجمع بين الشكل وهيئة الحركة، فهيئات السكون، وبيان في أن النفيس كثرة استعماله تبذله، ثم تحدث عن التشبيه المقلوب وعن قلب طرفي التشبيه وإرجاع الفرع إلى أصله، في التمثيل ومعكوسه وفي مدى تشبيه الحقيقة بالمجاز، وبيان أن الفرع قد يكون أصلًا في التشبيه.

ثم بحث في الفرق بين الاستعارة، التمثيل، والمبالغة، والاستعارة في التشبيه، وأبو تمام بين الصناعة وفساد الذوق، واستعارة الاسم حسيًا ولا يكون هو كذلك وبيان الأبنية الشعرية القائمة على التخييل لا المعقول، ومقولة "خير الشعر أكذبه"، والاستعارة ليست تخييلًا، والتخييل المتشبه بالحقيقة.

وابن الرومي وتفضيله الورد على النرجس، والحقيقة والتخييل وحسن التعليل، وحسن التعليل والتخييل غير المعلل، والذات هو وجه الشبه الحاصل بالتبع، وكلام في الادعاء أن المجاز حقيق، وبناء الاستعارة والتخيل بغض النظر عن التشبيه وفصل بين الاستعارة والتشبيه وبيان الاتفاق والاستعانة والأخذ والسرقة، والاستمداد، وبين الحقيقة والمجاز وحدهم والفرق بين المجاز العقلي واللغوي ونفي الاستعارة عنه.

وأنه أعم من الاستعارة وحقيقة المجاز ومكانه من الاستعارة، وتقسيم في نوعي المجاز العقلي واللغوي الذي هو الاستعارة، والمجاز المرسل والمجاز العقلي مجاله الجمل لا المفردات، والحذف والزيادة وهل من المجاز أم لا، والحذف والإسقاط هما وجهان.

بهذا نكون قد وضحنا النقاط الأساسية في كتاب أسرار البلاغة للجرجاني.

***


تعليقات