كتاب
الإيضاح للخطيب القزويني هو شرح على متن تلخيص المفتاح الذي ألفه الخطيب القزويني أيضًا،
والذي كان اختصارًا لكتاب مفتاح العلوم للإمام السكاكي، وكتاب الإيضاح تضمَّن شرح كل
شاردةِ وواردة من علوم البلاغة بأسلوب سهل مبسط وواضح، فكان المرجع لبعده ممن ألف
في علم البلاغة.
وهذا
الكتاب من أهم البحوث في علم البلاغة وأكثرها تفصيلًا، وقد جمع المؤلف فيه كثيرًا
من آراء المتقدمين وخصَّ من بينهم الإمام عبد القاهر الجرجاني إمام البلاغة
والسكاكي فيلسوف البلاغة.
وهذا
الكتاب من الكتب المقررة في شتى الكليات والجامعات، حقَّقه الأستاذ محمد عبد
المنعم خفاجي في ستة أجزاء ليكون مرجعاً لطلاب العلم وقد أثنى على هذا التحقيق من
جاء بعده. وحقَّقه أيضًا الشيخ عبد المتعال الصعيدي في كتاب أربعة أجزاء سماه (بُغْية
الإيضاح لتلخيص المفتاح)، وهو من أفضل التعليقات على كتاب الإيضاح.
ولم
ينل هذا الكتاب ما ناله متن تلخيص المفتاح من الشروح والحواشي، فقد شرحه الأقسرائي،
وهو جمال الدين محمد بن محمد (ت 771 هـ)، وسمى هذا الشرح: إيضاح الإيضاح،
وقد حققه أستاذنا الدكتور فتحي إسماعيل، في جامعة الأزهر كلية اللغة العربية بالقاهرة،
قسم البلاغة والنقد.
شرح
هذا الكتاب علوم البلاغة الثلاثة وهي:
أولا:
علم المعاني ابتدأه بتعريف علم المعاني، والباب الأول كان عن الإسناد الخبري
والحقيقة والمجاز العقليان، والباب الثاني كان لشرح المسند إليه، والباب الثالث في
ذكر المسند، والباب الرابع كان في التقديم والأخير في الجملة الفعلية، والباب
الخامس ذكر فيه القَصْر وأدواته، والباب الخامس ذكر فيه الإنشاء، والباب السادس في
ذكر الإطناب والإيجاز والمساواة، وكان في ذلك كله يذكر أمثلة لتدريب الطالب.
ثانيًا:
علم البيان ابتدأه بتعريف علم البيان، والباب الأول كان عن التشبيه وذكر جميع
أقسامه وما يتعلق به، والباب الثاني ذكر فيه الحقيقة والمجاز، وذكر قسمي المجاز
الاستعارة والمجاز المرسل، والباب الثالث ذكر فيه الكناية، وكان في ذلك يذكر
الأمثلة على كل بابٍ.
ثالثًا: علم البديع ابتدأه بتعريف علم البديع جعله على قسمين القسم الأول عن المحسنات المعنوية كالطباق والمقابلة ومراعاة النظير وغيرها، والقسم الثاني عن المحسنات اللفظية كالجناس والسجع، وكان يذكر أمثلة على ذلك، ثم ذكر فصلين يلحقان بعلم البديع الأول عن السرقات الشعرية والثاني عن أساليب التأنق في الكلام.
ومؤلف
كتاب الإيضاح في علوم البلاغة هو الإمام: محمد بن عبد الرحمن بن عمر، أبو المعالي،
جلال الدين القزويني تفقه على مذهب الإمام الشافعيّ، المعروف بخطيب دمشق، واشتهر
باسم الخطيب القزويني، ولد في الموصل في العراق وأصله من قزوين وإليها ينسب، وهو
أديب الفقهاء، درس علوم الشريعة واللغة، وتولى القضاء في دمشق ومصر، وله عددٌ من
التصانيف أهمها:
- متن تلخيص المفتاح، وقد اعتنى به المتأخرون فوضعوا الشروح على هذا المتن، ووضع من بعدهم الحواشي على هذه الشروح.
- الإيضاح في شرح تلخيص
المفتاح.
- السور المرجاني من شعر الأرجاني.