صلاة الفجر(من صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله).

مقدمة  

الصلاة أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، فقالبين الرجل وبين الشرك والكفر، ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة، فقد كفر.


صَلَاةُ الفَجْر

 هي: أول الصلوات الخمس المفروضات عينا على كل مكلف باتفاق المسلمين وتتكون من ركعتين ووقتها هو: من بداية طلوع الفجر إلى شروق الشمس ، وهي صلاة جهرية.وصلاة الفجر أو صلاة الصبح هي ركعتان مفروضتان.

سنة الفجر

هناك ايضا سنة الفجر، وهي سنة قبليّة تسمى سنة الفجر أو سنة الصبح، أو ركعتي الفجر ووقتهما بعد أذان الفجر الدال على قرب الصلاة وسنة الفجر هي سنة مؤكدة.

 واظب عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحث عليها ولا تطلب صلاتها جماعة بل يصليها الشخص منفرداً في المسجد أو في بيته.
كان رسول الله يصلي ركعتي الفجر (سنة الفجر) إذا سمع الأذان ويخففهما». رواه مسلم.
وقالت أيضاً: «كان رسول الله يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن». رواه أحمد وغيره.

وتعد صلاة الفجر من الصلوات الخمس، فقد اهتم الله تعالى بشأنها، وحث على إقامتها. بقوله تعالى"وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً" وذكر أيضا فضل الصلاة الوسطى، وأمر بالمحافظة عليها. وهي: صلاة الفجر أو صلاة العصر.

كما من الأحاديث التى تبين فضلها :

·         «أن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا».

·         «من صلى العشاء  في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله».

·         قد ثبت في البخارى أن النبي  رأى: «أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال: من هذا ياجبريل؟، قال: هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة».

·         «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله».

فضل صلاة الفجر

1- تنفرد صلاة الصبح بأذان مختلف عن بقية الصلوات فتضاف جملة (الصلاة خير من النوم) إلى الأذان كما تنفرد صلاة الصبح بأن لها أذانان: الأذان الأول سنة ووقت هذا الأذان قبل أذان الفجر بحوالي الربع ساعة وهذا لا يبنى عليه لا صيام ولا صلاة وإنما يستعمل لتنبيه من يريد الصيام أو الاستعداد لصلاة الفجر بأن موعد الفجر قد اقترب، وأذان ثانٍ وهو الذي يحلل الصيام ويوجب الصلاة

2- وقال القرطبي:” وقوله: من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله؛ أي: في أمان الله، وفي جواره؛ أي: قد استجار بالله تعالى، والله تعالى قد أجاره، فلا ينبغي لأحد أن يتعرض له بضر أو أذى، فمن فعل ذلك فالله تعالى يطلبه بحقه، ومن يطلبه لم يجد مفرًّا ولا ملجأ، وهذا وعيد شديد لمن يتعرض للمصلين، وترغيب حضور صلاة الصبح 

3- قول رسول الله ﷺ: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور من الله يوم القيامة» والجزاء من جنس العمل، ومن جاهد نفسه وآثر القيام عن النوم ومشى في الظلم لأداء صلاة الفجر فسيعوضه الله بنور تام يوم القيامة.

4- قول رسول الله ﷺ: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها»

5-يقول ﷺ: «من صلى البردين دخل الجنة»

  • حديث النور يوم القيامة
    قال رسول الله ﷺ: "بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (رواه الترمذي وصححه الألباني).
    ➝ هذا الحديث يدل على أن الذين يحرصون على صلاة الفجر سيُكافؤون بالنور التام يوم القيامة.

  • حديث الحفظ في ذمة الله
    قال رسول الله ﷺ: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" (رواه مسلم).
    ➝ أي أن من يصلي الفجر يكون في حماية الله وحفظه طوال اليوم.

  • حديث فضل الركعتين قبل الفجر
    قال رسول الله ﷺ: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (رواه مسلم).
    ➝ وهذا يشير إلى عِظم أجر سنة الفجر.

  •  

    كيفية أداء صلاة الفجر بشكل صحيح

    صلاة الفجر تتكون من ركعتين فرض وسنتها ركعتان قبلهما، ولأدائها بالشكل الصحيح، يجب اتباع الخطوات التالية:

    1. النية: تُعقد النية في القلب لصلاة الفجر (ولا يشترط التلفظ بها).
    2. تكبيرة الإحرام: رفع اليدين مع قول "الله أكبر".
    3. قراءة الفاتحة وسورة قصيرة: بعد الفاتحة في كل ركعة، يُستحب قراءة سور قصيرة مثل الإخلاص أو الفلق أو الملك.
    4. الركوع والسجود: مع التسبيح المعتاد في كل منهما.
    5. التشهد الأخير: في الركعة الثانية يتم الجلوس للتشهد الأخير ثم التسليم.

    أما سنة الفجر، فركعتان خفيفتان قبل الفرض، وكان النبي ﷺ يحرص عليها بشدة، حتى إنه كان يؤديها ولو كان مسافرًا.


    الفوائد الصحية والنفسية لصلاة الفجر

    إلى جانب الأجر العظيم، هناك فوائد صحية ونفسية لصلاة الفجر، منها:

    • تنشيط الدورة الدموية بسبب الاستيقاظ المبكر والحركة أثناء الصلاة.
    • تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر والقلق بسبب الأجواء الروحانية.
    • تعزيز الإنتاجية والتركيز حيث أن الاستيقاظ المبكر يمنح الجسم طاقة إيجابية لبداية اليوم.
    • ضبط الساعة البيولوجية مما يساعد في تنظيم النوم وتحسين جودة الحياة.

     فضل الصلوات في جماعة وأجرها العظيم

    تُعَدّ الصلاة في جماعة من أعظم الأعمال التي يجني بها المسلم الأجر والثواب، فقد جاء في الحديث النبوي: "مَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ"، وهذا يدل على عِظَم أجر صلاة الفجر. وعلى نفس المنوال، فإن صلاة العشاء في جماعة تُعَدّ سببًا لنيل أجر قيام نصف الليل، كما جاء في الحديث: "مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ"، مما يُبيِّن الفضل العظيم لهذه الصلاة.

    وبالمثل، فإن صلاة الظهر لها فضل كبير، فقد ورد عن النبي ﷺ قوله: "مَنْ حافظ على أربعِ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وأربعٍ بعدها حرَّمهُ اللهُ على النَّارِ"، مما يحفز المسلم على الالتزام بهذه السنن الرواتب لنيل رضا الله.

    وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك العديد من الصلوات التي ورد في فضلها أحاديث نبوية تحث على المحافظة عليها، مثل صلاة العصر التي قال عنها النبي ﷺ: "مَن صلّى البردين دخل الجنة"، والمقصود بها الفجر والعصر، و**صلاة المغرب** التي يستحب أداؤها في وقتها لنيل الأجر العظيم.

    وبذلك نجد أن الصلوات المفروضة وأداؤها في أوقاتها مع المحافظة على النوافل تُعَدّ من أهم أسباب القرب من الله والنجاة يوم القيامة.

     

     

     

     

     

    إرسال تعليق


    أحدث أقدم
    التشبيه المجمل أمثلة التشبيه المجمل البلاغة القرآنية
    صلاة الفجر(من صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله). | د. عمر خطاب