تقرير عن كتاب: السنة بيانا للقرآن، تأليف أ.د إبراهيم الخولي

 


تقرير عن كتاب: السنة بيانا للقرآن، تأليف أ.د إبراهيم الخولي

كتاب: السنة بيانا للقرآن

تأليف: أ.د إبراهيم محمد عبد الله الخولي (رحمه الله)

الناشر: نشرت الشركة العربية للطباعة والنشر طبعته الأولى عام ١٩٩٣م، ونشرت دار الآدب الإسلامي بالقاهرة، طبعته الثانية عام ٢٠٠٤م، وعدد الصفحات: 514

***

وصف الكتاب

طرح أستاذنا الدكتور إبراهيم الخولي في هذا الكتاب بعض الأسئلة، منها:

هل بين السنة والكتاب صلة؟، وما طبيعتها إن كانت؟، وما أثر التسليم بقيام هذه الصلة؟، وما المنهج الذي يجب اصطناعه للكشف عنها؟، وما صلة هذا كله بقضية توثيق السنة؟، وإلى أي مدى يفتح الطريق أمام البلاغة لتُوظف في خدمة قضايا الدين عقيدة وشريعة؟

وأجاب عنها من خلال هذا السفر العظيم:

أن السنة هي "بيان" القرآن، والقرآن هو "مبينها" وبدهي أن "المبين" لا يستغني عن "بيانه" وأن "البيان" لا يستقل عن مبينه، وإذا فكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم معًا وحدة لا تنقصم. وتصور "السنة" مع "القرآن" على هذا النحو، تترتب عليه نتائج بعيدة المدى، جليلة الشـأن، تمس قضايا كثيرة وخطيرة، تتصل بالعقدية والشريعة على سواء، وتجهز إجهازاً على جهالات وضلالات، وأوهام وأخطاء، كما تصحح مفاهيم، وتراجع الكثير مما شاع وذاع، على أنه مسلمات.

وفي ضوء هذا الكتاب: يتهافت منطق من يزعمون: أن القرآن مستغن بنفسه عن السنة! وتتهافت دعوى ان السنة لها استقلال السنة عن القرآن هو فصل تعسفي بين الفرع وأصله، يفتح - ولو بدون قصد - بابا، بل أبوابا، للشغب على "السنة" كما يفتح ثغرة لتأويل القرآن بتأويلات زائغة باطلة!

قال عنه مؤلفه رحمه الله: 

إن هذا الكتاب وضع لخاصة أهل العلم؛ بل لخاصة الخاصة منهم! وقد صيغ عنوانه ليحدد بدقة موضوعه والغاية منه؛ إذ ينصب انصبابًا على صلة السنة المطهرة بالقرآن العظيم: من حيث هي بيانه وتبيينه.. وصلة السنة بالقرآن ليست من قبيل الصلات بين الآثار الأدبية أو الآداب الإنسانية! وليست من قبيل الصلات التي يُشغل بها البلاغيون والنقاد! وهي غير الصلات بين الكتب السماوية، أو بين الشرائع بعضها وبعض!.. فالصلة بين السنة، والقرآن العظيم غير هذا كله! هي علاقة من نوع مختلف!.. ففي ضوء هذا الكتاب: يتهافت منطق من يزعمون: أن القرآن مستغن بنفسه عن السنة! وتتهافت دعوىَ أن السنة لها استقلال عن القرآن!. 

وفي ضوء هذا الكتاب أيضًا: يُفتح طريق وثيق – وإن كان وَعْرًا – لتوثيق السنة؛ إذ يقرر: أن كل حديث يُحكم بصحته؛ فلابد أن يكون له أصل في القرآن؛ يشهد له، وأنه متىَ شهد القرآن للحديث فهو حسبه!..

وقال: إن العلم أمانة، والحفاظ عليه نقيًّا من شوائب الأهواء تبعة ومسئولية وضعها في أعناقنا رسول الله ﷺ "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين". وما أحسن ما عبر به مالك -رضي الله عنه- في هذا المقام: "بلغني أن العلماء يُسْألون عما يُسْأَل عنه الأنبياء" لعلها تذكرة لمن يخشي.

***

وقد أهدى أستاذنا الدكتور إبراهيم الخولي هذا الكتاب إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال -رحمه الله- في خاتمته:

"سيدي يا رسول الله بأبي أنت وأمي. هل لي أن أستأذن في أن أطرق باب خدمتك بهذا الكتاب؟

لئن قعد بي ما أعرف من ضعة شأني وصغر أمري إلى ما أعرف من رفعة قدرك، وسمو مقامك فإن ما أعلمه من سجاحة خلقك العظيم، ونبل تواضعك الجليل ليطمعني في القبول، ويغريني بالإقدام، فها أذنت يا رسول الله؟

إنك ما قلت "لا" قط لسائل يطرق باب كرمك وأنا أسألك بالله أن تقبلني.

لكم تمنيت لو كنت بين مَنْ مَنَّ الله عليهم بصحبتك أسابقهم إلى شرف حمل نعلك، وأجاذبهم فضل صب وضوئك على قدميك الطاهرتين، وأنعم معهم بشرب بقية من سؤرك لا أظمأ بعدها في الدنيا ولا في الآخرة.

لكن شاء الله أن أحيا في غير زمنك، وإني لأسأله – طمعًا في كرمه العميم – أن يجعل من سعيي في هذا الكتاب خدمة لسنتك يعوضني بها ما لم يقدر لي من خدمتك يا رسول الله".

وبهذا نكون انتهينا من توضيح هذا الكتاب

***

تعليقات