أقسام وجه الشبه باعتبار الحسية والعقلية والإفراد
والتركيب
وشواهده في القرآن الكريم
أولا تعريف المصطلحات:
(الحسي والعقلي):
وجه الشبه الحسي: وهو ما
يدرك بأحد الحواس الخمس الظاهرة السَّماع ويكون بالأذن، والإبصار ويكون العين،
والشم ويكون بالأنف، والذوق ويكون باللسان، واللمس ويكون باليد. ووجه الشبه العقلي:
وهو ما يدرك بالعقل.
***
الإفراد والتركيب:
وجه الشبه المفرد: وهو
ما أخذ وجه الشبه فيه من شيء واحد مثل شعر كالليل، العلماء كالنجوم في الهداية.
ووجه الشبه المتعدد: أن
يذكر في التشبيه عدد من أوجه الشبه اثنان فأكثر على وجه صحة الاستقلال بمعنى أن كل
واحد منهما لو اقتصر عليه كفى في التشبيه لا امتزاج بينهما، مثل: البرتقالة
كالتفاحة في شكلها ولونها وحلاوتها فلو أسقط أحد الأوجه لكفى في إبانة قصد المتكلم
وقد يكون هذا الوجه حسي أو عقلي أو مختلف.
ووجه الشبه الْمُرَكَّب: هو
ما انتزع وجه الشبه فيه من عدة أمور، يجمع بعضها إلى بعض، ثم يستخرج من مجموعها
الشبه (وجه الشبه)، فيكون سبيله سبيل الشيئين يمزج أحدهما بالآخر حتى تحدث لهما
صورة غير ما كان لهما في حال الإفراد، لا سبيل الشيئين يجمع بينهما وتحفظ صورتهما
كما في المتعدد.
والفرق بين وجه التشبيه المركب والمتعدد:
1) أن وجه الشبه في
المركب: مُنْتَزع من عدة أمور تمتزج حتى تكون صفة واحدة، أما المتعدد: فإنه وإن
جاء معقودًا على أمرين أو أكثر إلا أن الأمور فيه لا تتشابك هذا التشابك، لأن كل واحدة
من تلك الصفات تعتبر شبهًا مستقلا.
وقد يخطئ بعض الناس حين
لا يفرق بين التشبيه المركب والمتعدد، فيتصور أن بالإمكان فصل الأجزاء في التشبيه
المركب بعضها عن بعض، وعقد المشابهة بين جزء في المشبه ونظيره في المشبه به بوجه
مستقل، وهو إذ يفعل ذلك يفسد غرض الشاعر ويصرفه عن وجهته التي أرادها والمعنى الذي
قصد أن يؤديه.
2) أن التشبيه المتعدد:
لا يجب في أجزائه ترتيب معين ولا نسق خاص (أي عطف)، وإنما يجوز تقديم بعضه وتأخير
البعض دون أن يُخِلَّ ذلك بالمراد منه، فإذا قلت: (زيد كالأسد بأسًا والسيف مُضاء
والبحر جودًا)، لا يجب لهذه التشبيهات نسق مخصوص بل لو قدم التشبيه بالبحر أو
السيف لجاز؛ لأنه يصلح فصله على وجه الاستقلال، وكما لو أسقط واحد من الثلاثة لم
يتغير حاله في إفادة المعنى، بخلاف المركب الذي تتداخل جُمَله ويجب ترتيبها، حتى
يتم الغرض المقصود فيها كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ
الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ
الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ
عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا
كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: 24] فقد شبه في الآية حال الدنيا
العجيبة الشأن وهو تقضيها بسرعة وانقراض نعيمها جميعا بغتة بعد ظهور قوتها واعتزاز
الناس بها واعتمادهم عليها .
المشبه به: زوال خضرة
النبات فجأة وذهابه حطاما لم يبق له أثر أصلا بعد ما كان غضا طريا قد التف بعضه
على بعض وزين الأرض بأنواره وطراوته وتقويه بعد ضعفه بحيث طمع الناس فيه وظنوا
سلامته من الجوائح.
ووجه الشبه: هيئة منتزعة
من تلك الأمور وهي حصول شيء تترتب عليه النافع فيحصل السرور به وتنسى عاقبة أمره،
ثم يذهب ذلك الأمر مسرعا، فالوجه في الآية مركب وهو منتزع من عدة صفات دلت عليها
عشر جمل، يجب حفظ الترتيب فيها، وأي تقديم أو تأخير أو حذف في هذه الجمل ينقص
الصورة التي دلت عليها الآية بترتيبها التي وردت عليه، ويخل بالمغزى من التشبيه.
3) التشبيهات المتعددة
يعطف الشيء على الشيء عطف المستقل على المستقل، بخلاف المركب فإننا نرى أحد
الأمرين مذكور على وجه التبع للآخر كأن يكون في صفته أو حالا منه أو معطوفا عليه
بالفاء أو ثم، فإذا توسطت كانت الواو للمعية أو الحال لأن التركيب قائم على
الامتزاج حتى تكون صفة واحدة.
4) التشبيه المتعدد له
وجوه شبه متعددة بتعدد أجزائه، فهو عبارة عن تشبيهات متعددة يؤدي كل منها غرضه
الخاص به مستقلا عن غيره من التشبيهات الأخرى بخلاف المركب فهو موضوع على أن يريك
الهيئة ويوضح الصورة المركبة ولا يجوز التفريق بين جمله بأي حال إذ لا يؤدي الغرض
إلا بالتركيب.
***
وينقسم وجه الشبه باعتبار الحسية والعقلية والإفراد والتركيب إلى سبعة أقسام:
فوجه الشبه يأتي مفردًا
حسيًّا، ويأتي مفردًا عقليًّا، ويأتي مركبًا حسيًّا، ويأتي مركبًا عقليًّا، ويأتي
متعددًا حسيًّا، ويأتي متعددًا عقليًّا، ويأتي متعددًا مختلفًا بعضه حسي وبعضه
عقلي، وهذه ما تقتضيه القسمة العقلية.
الأول: وجه الشبه الواحد الحسي:
مثل: (الضخامة) في (تشبيه
السفينة بالجبل)، ومنه قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ فِي
الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: ٢٤]، فهنا شبه السّفن الجارية في البحر
بالجبال، ووجه الشبه: الضخامة في كُلٍّ، فوجه الشبه هنا حسي مفرد، وكذا
طرفا التشبيه حِسِّيان مفردان.
و(النعومة) في تشبيه
الجسم بالحرير، و(الإشراق) في تشبيه الوجه بالبدر، و(الرائحة) في تشبيه الرائحة
الطيِّبة بالْمِسك.
ووجه الشبه الواحد الحسي،
ينتزع من طرفين مفردين كما في الأمثلة التي ذكرناها، وهذا هو الغالب. ولا ينتزع من
طرف عقلي إلا بتأويل وتخييل، كما في قول الشاعر:
وَأَرْضٍ كَأَخْلَاقِ
الْكِرَامِ
قَطَعْتُهَا
وقَدْ كَحَّلَ اللَّيْلُ السِّمَاكَ فَأْبَصَرَ
السِّمَاكُ: اسم نجم في
السماء، وهو أحد النجمين النيرين، وهما: الأعزل، والسماك الرامح.
فالمشبه في البيت
مفرد حسي وهو الأرض، والمشبه به مفرد عقلي وهو أخلاق الكرام، وقد جمع الشاعر
بينهما في وجه شبه حسي، وهو السعة أو الامتداد والانبساط، لكن هذا الوجه موجود في
المشبه الحسي على جهة التحقيق، وموجود في المشبه به العقلي على جهة التخييل
والتأويل.
بهذه الأمثلة تبين لنا
وجه الشبه الحسي المفرد لا يكون طرفاه إلا مفردين حسيين؛ لأن تركُّب الطرفين يقتضي
تركُّب وجه الشبه، ولا يجيء الوجه الحسي من الطرف العقلي إلا بتأول وتخييل.
***
الثاني: وجه الشبه الواحد العقلي:
ويأتي وجه الشبه المفرد
العقلي، على ثلاثة صور، وهي:
1) ينتزع وجه الشبه
الواحد العقلي من طرفين مفردين حسيين، ومثال ذلك: تشبيه أصحاب الرسول صلى الله
عليه وسلم بالنجوم، فوجه الشبه هو الهداية (أي مطلق الاهتداء) وهو عقلي، وقد
انتُزع هذا الوجه العقلي من طرفين مفردين حسيين، وهما الصحابة والنجوم.
ومن ذلك أيضًا انتزاع
الشجاعة من الرجل الشجاع، والأسد في قولنا: هذا الرجل كالأسد، فالوجه في المثالين
وهما الاهتداء والشجاعة واحد وعقلي.
2) ينتزع وجه الشبه
الواحد العقلي من طرفين مفردين عقليين، مثلًا نقول: العلم كالحياة، فوجه الشبه وهو
جهة الإدراك مفرد عقلي، وقد انتزع من طرفين مفردين عقليين.
3) ينتزع وجه الشبه
المفرد العقلي من طرفين مختلفين، فيكون المشبه عقليًّا والمشبه به حسيًّا، وذلك
كانتزاع الاغتيال مثلًا من المنية والسبع، عند تشبيه هنا المنية بالأسد، فالمشبه
وهو المنية عقلي والمشبه به وهو الأسد حسي، وقد انتزع منهما وجه الشبه المفرد
العقلي، وهو الاغتيال أيًّا ما كان.
وقد يكون المشبه حسيًّا
والمشبه به عقليًّا، ومثال ذلك: تشبيه العطر بالأخلاق الكريمة.
***
الثالث: وجه الشبه المركب
الحسي:
وهو أن يكون في الطرفين
وصفان أو عدة أوصاف يتكون من اجتماعها صورة واحدة، ولا يجيء إلا من طرفين حسيين،
سواء كانا مفردين أو مركبين أو مختلفين.
1) ومما جاء من طرفين مفردين قول الشاعر:
وَقَدْ لَاحَ في الصُّبْحِ الثُّرَيَا كَمَا تَرَى
كنعثقودِ مُلَّاحِيَّةٍ حين نوَّرا
فقد شبه الثريا وهي
النجوم بعنقود العنب قبل تمام نضجه، فالطرفان مفردان، ووجه الشبه: الهيئة الحاصلة
من اجتماع أجسام بيض مستديرة صغيرة في مرأى العين وقد اجتمعت على هيئة مخصوصة، فهي
ليست تامة الالتصاق ولا تامة الافتراق.
فهذا الوجه المتمثل في
هذه الصورة التي ذكرناها، مركب حسي قد انتزع من طرفين مفردين مقيدين، هما نجم
الثريا مقيَّدًا بكونه قد لاح في الصباح، وعنقود العنب مقيدًا بكونه عنقود ملاحية
في حال إخراج النور، والتقييد لا ينافي الإفراد.
2) قد يكون وجه الشبه
المركب الحسي منتزع من طرفين مركبين، كما في قول بشار:
كأن مثار النقع فوق
رءوسنا
وأسيافنا ليل تهوى كواكبه
فوجه الشبه: وهو
الهيئة الحاصلة من تهاوي أجرام مشرقة مستطيلة متناسبة المقدار، متحركة في جوانب
شيء مُظْلِم، هذه الهيئة تمثل لوجه الشبه مركب حسي انتزع من طرفين مركبين حسيين.
ومنه أيضا قول الشاعر:
وكأن أجرام النجوم
لوامعًا
درر نثرن على بساط أزرق
فوجه الشبه وهو
الهيئة الحاصلة من تفرق أجسام متلألأة صغيرة المقدار، مستديرة الشكل على سطح جسم
أزرق اللون، صافي الزرقة، هذه الصورة التي تمثل وجه الشبه مركب حسي، وقد انتزع من
طرفين مركبين حسيين.
3) قد يأتي وجه الشبه
المركب الحسي من طرفين مختلفين مثلًا قول الشاعر:
وكأن مُحْمَرَّ الشقيق
إذا تصعد أو تصوب أعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد
شبَّه مُحْمَرَّ
الشقيق هو نوع من أنواع الزهور أتى بها النعمان في حديقته، وكان في خارج البلاد،
واستقدمه حتى يزرع في مملكته محمر الشقيق، هذا هو المشبه، شبهه بأعلام ياقوت نشرن
على رماح من زبرجد، هذه هي صورة المشبه به.
نجد أن وجه الشبه -وهو
الهيئة الحاصلة من اجتماع أشياء حمراء متحركة منصوبة على قائم أخضر، وهي موجودة
طبعًا في كل من المشبه والمشبه به، نجدها مركب حسي، لكن هذه الصورة هي المركب
الحسي والهيئة الحاصلة- انتزعت من طرفين مختلفين، المشبه مفرد وهو محمر الشقيق،
والمشبه به من المركبات الخيالية، وهي الهيئة المكونة من أعلام ياقوت نشرن على
رماح من زبرجد.
***
الرابع: وجه الشبه المركب العقلي:
ومنه قوله تعالى: {مَثَلُ
الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ
يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: ٥]، شبهت الآية حال اليهود الذين حملوا
التوراة، وحفظوها في صدورهم، ثم لم يعملوا بما فيها، ولم يفهموا حقيقة
مرماها، شبه هؤلاء بحال الحمار يحمل كتب العلم النافعة، ويتعب في حملها، وهو جاهل
بحقيقة ما فيها، وجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من حرمان الانتفاع بأبلغ نافع، مع
تحمل التعب في استصحابه، حبذا لو نحفظ مثل هذه الصيغ في المشبه والمشبه به ووجه
الشبه؛ لأن لو قلنا مثلًا: أن الآية شبهت اليهود بالحمار نقول: إن هذا تشبيه خاطئ،
لو قلنا: إن وجه الشبه مثلًا هو البلادة، هذا تشبيه خاطئ، أو حرمان الانتفاع هذا
تشبيه خاطئ؛ إذن فلا بد من مراعاة كل جزء جاء في سورة المشبه، أو في صورة المشبه
به، حتى ننتزع من كليهما وجه الشبه الذي يُمثل المعنى المشترك بين المشبه والمشبه
به، وهو -كما قلنا في الآية- الهيئة الحاصلة من حرمان الانتفاع بأبلغ نافع، مع
تحمل التعب في استصحابه.
وهو كما نرى مركب عقلي
انتزع من عدة أمور، روعيت في الطرفين؛ حيث روعي حمل أشياء، وهذه الأشياء يُنتفع
بها أكمل نفع، والحامل لها يتحمل التعب والمشقة في استصحابها، ولا يجني من وراء
تعبه فائدة، كل هذه أمور رُوعيت في تحقيق وجه الشبه من وجه الشبه المركب العقلي.
ومنه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى
إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ
حِسَابَهُ} [النور: ٣٩]، نجد أن الآية شبهت حال الكفرة في جمعهم بين الكفر
وأعمال البر التي يعملونها في الدنيا، ويحسبونها نافعة ومقبولة عند الله، ثم
يرونها خاسرة محبطة يوم القيامة؛ لأنها لم تقترن بالإيمان الذي هو شرط قبولها،
ولهذا صورة المشبه لو أي جزء من هذه الأجزاء سقط؛ إذن فقد اختلَّت صورة التشبيه،
شبه هذه الصورة بماذا؟ بحال الظمآن يرى السراب من بعيد، فيحسبه ماء، فيروي ظمأه، فإذا
بلغه لم يجده شيئًا، كل هذه صورة المشبه به، أي جزء؛ اختلَّ أو سقط. إذن لا يمثل
حقيقة التشبيه في الآية الكريمة. ووجه الشبه بين هاتين الصورتين هو الهيئة العقلية
الحاصلة من المنظر المطمع، مع المخبر الميئس، يعني: الإنسان يطمع في شيء، فإذا
جاءه يئس منه، ولم يجد معه شيئًا.
ومنه ما جاء في قول ابن
المعتز:
اصبر على مضض الحسود فإن
صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
شبه حال الحاسد يهمله
المحسود بالإعراض عنه حتى يموت كمدًا وغيظًا، بحال النار التي تمد بالحطب الذي
يديم بقاءها، فتأكل بعضها بعضًا حتى تصير رمادًا، كل هذه صورة المشبه به، وجه
الشبه بين هاتين الصورتين هو الهيئة العقلية الحاصلة من سرعة الفناء؛ لعدم الإمداد
بما يسبب البقاء والحياة، هذه صورة أيضًا جاء وجه الشبه فيها مركبًا عقليًّا.
من ذلك قول أبي
تمام:
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ
نَشْرَ فَضِيلَةٍ
طُويَت أَتَاحَ لها لِسَانَ حَسُود
لولا اشتعال النار فيما
جاورت ما كان يُعرف
طيب عَرف العود
شبه الفضيلة يتعرض
لها الحاسد ليسترها ويغضُّ من قيمتها، ويُؤذِي صاحبُها، فيكون ذلك سببًا في ظهورها
وشيوع أمرها، كل هذه صورة المشبه، شبه هذه الصورة أو الهيئة بحال العُود مع النار،
فإنها تظهر طيب رائحته، وتسبب انتشارها، فيعم النفع بها، وجه الشبه هو الهيئة
الحاصلة من ظهور فضل الشيء باتصاله بآخر شديد الضرر له، هذه صورة لوجه الشبه
المركب العقلي.
***
الخامس: وجه الشبه المتعدد الحسي:
كتشبيه (نهر دجلة بنهر
النيل في طوله، واتساعه، وعذوبة مائه ... إلى آخره)، وكتشبيه (فاكهة بفاكهة أخرى
في اللون والطعم والرائحة)، فهنا نجد أن وجه الشبه متعدد تعددًا حسيًّا.
***
السادس: وجه الشبه المتعدد العقلي:
كتشبيه الأنصار
بالمهاجرين في قوة إيمانهم بالله، وفي محبتهم للرسول صلى الله عليه
وسلم، وفي التفاني في نُصْرَة الحق إلى غير ذلك، فهنا نجد أن وجه الشبه قد
تعدَّد تعددًا عقليًّا فـ(المحبة والإيمان والتفاني)، فكل هذه الأمور عقلية لا
تدرك بالحواس.
***
السابع: وجه الشبه المتعدد المختلف:
وذلك مثل تشبيه (الرجل
بالشمس في إشراق الوجه، وفي نباهة الشأن)، فإشراق الوجه هذا أمر حسي يُرَى، أما
نباهة الشأن، فهذا أمر عقلي لا يمكن إدراكه بأي من الحواس الخمسة.
***