مصادر ومراحل البلاغة والنقد

                                                          مصادر البلاغة والنقد

إن القدماء لم يميزوا بين النقد والبلاغة قبل عصر تقنية علوم البلاغة مع شراح القسم الثالث من كتاب مفتاح العلوم للسكاكي، فقد كانوا يعطفون في كل حديث عن العنصرين، بعضهما على البعض، وإذا كان هناك من تمييز قبل السكاكي ومعه، فهو تميز لا يبغي الفصل، وإنما التكامل، ومعنى هذا أننا أمام نوعين من البلاغة وجدا في زمنين من تاريخ البلاغة، النوع الأول تكاملي، وهو الذي تمت فيه دراسة البلاغة في حقلها الأدبي بدءا بالجاحظ إلى غاية السكاكي، وثانيا، البلاغة التعليمية وهي التي نشأت على يد شراح السكاكي، داخل ثلاثية علوم البلاغة المشهورة:علم البيان، علم المعاني، علم البديع، حيث حاول الشارحون والملخصون ضم بعض المصطلحات القريبة الشبه بحقل من هذه الحقول الثلاثة فتمحلوا في تسميتها مصطلحات بيانية أو بديعية أو خادمة لعلم المعاني، ولقد أبان كثير من الدارسين كالدكتور بدوي طبانة عن خلط وقع في تصنيف هذه المصطلحات تبعا لتصنيف ثلاثية البلاغة( علم المعاني، علم البيان، علم البديع) سواء من حاول ذلك قبل السكاكي وهو ابن المعتز، أو من جاء بعد السكاكي.
لعل ما تقدم يبرز اقتران كتب البلاغة بكتب النقد في هذا الباب، وعليه فمن أقدم ما وصلنا من كتب البلاغة والنقد:
كتاب الصناعتين:
ألفه أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري توفي سنة 395 هـ. الصناعة هي الحرفة التي يجيدها الإنسان، وقال العرب رجل صناع أي حاذق، وقد روي عن عمر بن الخطاب قوله:" خير صناعات العرب أبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته، يستميل بها الكريم، ويستعطف بها اللئيم"، ويقول محمد بن سلام الجمحي" وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات، لذلك لم يكن غريبا أن يسمي أبو هلال العسكري كتابه باسم الصناعتين: الشعر والنثر".
وكتاب الصناعتين في مقدمة الكتب التي ذاع ذكرها، وعم الانتفاع بها في نقد المنظوم والمنثور، وإذا ذكر أبو هلال فإنما يذكر بهذا الكتاب. لقد أكد في بداية كتابه عن السبب الذي دفعه لوضعه والمتمثل في كونه يقصد مقاصد صناع الكلام من الشعراء والكتاب بعيدا عن سبيل المتكلمين.بسط العسكري في كتاب الصناعتين موضوعات البلاغة وطرق الإبانة، وتمييز الكلام جيده من رديئه وصفة الكلام وخطأ المعنى وفساده، وأسهب في المحسنات البديعية، وبين الوجوه المختلفة وفنونها المتعددة، وشرح فنون البديع ومقاطع الكلام، وغير ذلك من فنون صناعة الشعر والنثر, وجمع له الشواهد من آي الذكر الحكيم وكلام الشعراء والكتاب.
وقد سلك فيه مسلك أهل الأدب في دراسة فنون البلاغة وإيراد الشواهد الأدبية من شعر ونثر وتعزيزهما بالأمثلة من القرآن والحديث. ويجمل لنا أبو هلال منهجه في هذا الكتاب بقوله:" لما رأيت تخليط هؤلاء الأعلام للكلام فيما راموه من اختيار الكلام، ووقفت على موقع هذا العلم من الفضل، ومكانه من الشرف والنبل، ووجدت الحاجة إليه ماسة، والكتب المصنفة فيه قليلة، وكان أكبرها وأشهرها كتاب " البيان والتبيين" لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ،، وهو لعمري كثير الفوائد، جم المنافع، لما اشتمل عليه من الفصول الشريفة، والفقر اللطيفة، والخطب الرائعة، والأخبار البارعة المنافع ،وما حواه من أسماء الخطباء والبلغاء، وما نبه إليه من مقاديرهم في البلاغة والخطابة، وغير ذلك من فنونه المختارة، ونعوته المستحسنة، إلا أن الإبانة عن حدود البلاغة، وأقسام البيان والفصاحة مبثوثة في تضاعيفه، ومنتشرة في أثنائه، فهي ضالة بين الأمثلة، لا توجد إلا بالتأمل الطويل، والتصفح الكثير، رأيت أن أعمل كتابي هذا مشتملا على جميع ما يحتاج إليه في صنعة الكلام نثره ونظمه."[1]
طبع كتاب الصناعتين سنة 1320 بالأستانة وطبع بالقاهرة بتحقيق علي محمد البجاوى ومحمد أبو الفضل إبراهيم.
2. كتاب مفتاح العلوم:
ليوسف بن أبي بكر أبو يعقوب السكاكي. أحد أئمة العربية في عصره، علامة البيان والأدب والعروض والشعر. متكلم فقيه في علوم شتى توفي سنة 626هـ، وضع السكاكي كتاب "مفتاح العلوم" بعد اطلاعه على أعمال أسلافه أمثال الجاحظ وقدامة بن جعفر.. ويكفي القول إن الجرجاني بكتابيه "الأسرار" و "الدلائل" هو الأساس الذي أرسى عليه السكاكي قواعد القسم الثالث من كتابه "مفتاح العلوم" في البلاغة بعد الاستفادة من التلخيص الذي وضعه الرازي المتوفي سنة 606 هـ على كتابي الجرجاني والمسمى ""نهاية الإيجاز ودراية الإعجاز من أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز" .
تميز السكاكي في كتابه عن أسلافه بحسن التبويب، ودقة الترتيب، فأتى كتابه في ثلاثة أقسام: الأول منها للصرف، والثاني للنحو والثالث للبلاغة بعلومها الثلاثة، وما يلحق بها من قافية وعروض، وهي كلها علوم يحتاج إليها كل دارس لعلوم العربية في البلاغة والنقد. وقد اتسم كتاب مفتاح العلوم بالتعقيد وكثرة الحدود والتقسيم والتفريع ومع ذلك فقد سار العلماء على نهجه من بعده، وصار الكتاب محورا لتأليفهم وشروحهم منها:
*كتاب "التلخيص" لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني المتوفى سنة 739هـ، الذي لخص فيه القسم الثالث من كتاب مفتاح العلوم للسكاكي. *كتاب"الإيضاح" للإمام القزويني صاحب كتاب "تلخيص المفتاح"، فقد وضعه شرحا للتلخيص وزاد عليه مما جاء في كتابي:"دلائل الإعجاز"، وكتاب أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني.
طبع الكتاب بالقاهرة، ثم طبع كتاب " مفتاح العلوم " بتعليق نعيم زرزور عن دار الكتب العلمية بيروت لبنان طبعته الأولى سنة 1983م، والطبعة الثانية سنة 1987م.
3- كتاب دلائل الإعجاز وكتاب أسرار البلاغة في علم البيان:
لأبي بكر عبد القاهر الجرجاني، إمام عصره في علوم العربية توفي سنة 471هـ، ففي كتاب دلائل الإعجاز أرسى أركان علم المعاني وفي كتابه أسرار البلاغة في علم البيان أوضح كثير من أسرار الجمال في الصورة الأدبية، وبين معالم التشبيه، والاستعارة، وكان له فضل كبير في تحديد معالم الفن الذي عرف فيما بعد بعلم البيان.
فهذا كتاب أسرار البلاغة، وفيه مجموعة دراسات واسعة تتناول بحوث علم البيان من تشبيه ومجاز واستعارة، وفيه شرح للسرقات وبعض ألوان البديع.
وكتاب دلائل الإعجاز، فيه بحوث كثيرة هي أصول علم المعاني.كما أنه تحدث عن الكناية والتمثيل والمجاز والاستعارة والسرقات. وهذه البحوث كلها هي عنده علم البيان. كانت الفكرة التي بنى عليها عبد القاهر كتابه: "دلائل الإعجاز"، تدور حول بلاغة الكلام، وأنها تكون في النظم،وأن النظم هو تعلق معاني الكلم بعضها ببعض، وليس ذلك سوى أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل بقوانينه وأصوله، وأن تنظم الكلام تابع لمعناه.
تلك هي فكرة عبد القاهر التي وضع لها كتابه، وقد ألحت هذه الفكرة عليه، وشغلته طويلا، فأخذ يشرحها حينا، ويبرهن على صحتها حينا، ويورد شُبه المعترضين عليها، ويرد على هذه الشُّبه... وقد يبدو له أنه أتم الشرح والتفسير، ثم يعن له وجه آخر للتفسير، فيعود مرة أخرى إلى الشرح والبيان، وقد يسعفه باب يبرهن به على صحة فكرته فيبرهن به على دعواه، ثم يظهر له بابا آخر جدير أن يبرهن على هذه الدعوى فيستأنف فصلا جديدا يضيف فيه هذا الباب الجديد ويستهله بقوله: " بسم الله الرحمن الرحيم" مما يدل على أنه فصل جديد أضيف...
لا يزال هذان الكتابان عمدة الباحثين في البيان العربي حتى الآن. وهما أهم مصدر للسكاكي المتوفى عام 626هـ في كتابه المفتاح، وأكثر آراء السكاكي ومذهبه في البيان مستمد منها... وعلى نهج السكاكي سار الخطيب المتوفى سنة 739 هـ، في الإفادة من عبد القاهر والانتفاع بآرائه في تقويم البيان العربي، مما ظهر أثره واضحا جليا في كتابه " الإيضاح".
طبع كتاب دلائل الإعجاز سنة 1331هـ بالقاهرة، بتصحيح محمد رشيد رضا ومحمد عبده، وطبع بتعليق محمود محمد شاكر سنة 1989م طبعة ثانية بمطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر.
وكتاب أسرار البلاغة طبع طبعات متعددة سنة 1983م والطبعة الثالثة بتحقيق المستشرق هـ. ريتر عن دار المسرة بيروت، وأجود التحقيقات هو الصادر عن دار الجيل بيروت سنة 1991م قام به محمد عبد المنعم خفاجي وعبد العزيز شرف.
4- الإيضاح في علوم البلاغة:
هو للشيخ الإمام العالم العلامة خطيب الخطباء، مفتي المسلمين، جلال الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة سعد الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إمام الدين أبي حفص عمر القزويني الشافعي كما يقول في مقدمة كتابه الإيضاح. هو من أسرة علمية ودينية كبيرة، كان لها ولا شك أثرها في حياته وتفكيره وروحه.
وتدل مؤلفات الخطيب في البلاغة على ثقافة بلاغية وأدبية واسعة وقراءة مستفيضة لأهم المؤلفات في البلاغة وفي مقدمتها: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ومفتاح العلوم للسكاكي.
ألف الخطيب كتابه الإيضاح في البلاغة على ترتيب التلخيص، وبسط القول فيه ليكون كالشرح له، فأوضح مواضعه المشكلة وفصل معانيه المجملة، فهو مرحلة ثانية من مراحل التأليف في البلاغة عند القزويني، أفرغ فيه خبرة تكونت لديه إبان عمله في التلخيص. واعتماد القزويني على كتب السابقين عليه في بحوت البلاغة ودراستها، جعل كتابه يحتوي على أمهات هذه الفنون بعبارة واضحة فيها روح من أسلوب عبد القاهر الجامع بين التحقيق العلمي والرصانة الأدبية ونفس من تنقيب السكاكي.
بنى القزويني إيضاحه على ثلاثة أقسام ومقدمة في الكشف عن معنى الفصاحة والبلاغة، وانحصار علم البلاغة في المعاني والبيان.ضمن القسم الأول مفردات علم المعاني مفصلة بشواهدها وأمثلتها وشروحها، مستهلة بتنبيهين:
- الأول: في اختلاف الناس في انحصار الخبر في الصادق والكاذب.
- الثاني: في الكلام على البلاغة بين الذوق والتقليد.
ثم جرى البحث في أحوال الإسناد الخبري، والحقيقة العقلية والمجاز العقلي، وأحوال المسند إليه، وأحوال المسند، وأحوال معلقات الفعل، والقصر والإنشاء، والوصل والفصل والإيجاز، والإطناب والمساواة، ليبدأ القسم الثاني من الكتاب بمعالجة مفردات علم البيان التشبيه، وتقسيماته، والحقيقة والمجاز، والمجاز المرسل، والاستعارة، والمجاز المركب، وبيان الاستعارة بالكناية، ومعالجة لشروط حسن الاستعارة، يعقبها فصل المجاز بالحذف والزيادة، ليختم القزويني هذا القسم بالقول في الكناية،مع تنبيه ناقش فيه إطباق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وأن الاستعارة أبلغ من التصريح...، وأن الكناية أبلغ من الإفصاح. ويعالج في القسم الثالث من كتابه: علم البديع، ويعقد فصلين في ملحقات البلاغة
الأول: القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها.
الثاني: القول في الابتداء والتلخيص والإنتهاء.
يمتاز الإيضاح للخطيب القزويني بعدة مميزات ظاهرة: فهو أوفى كتاب في بحوث البلاغة ، وهو أوضح الكتب المؤلفة فيها نظاما وأسلوبا ، وهو كنز البحث والتعمق والاستنباط لأسرار البلاغة العربية، بالإضافة إلى كونه كتاب تطبيقي جليل في البلاغة، ينقد فيه القزويني كثيرا من آراء السكاكي. والكتاب بعد ذلك عزيز المادة كبير الفائدة في الأدب والنقد والبيان والبلاغة، حتى أصبح المعول عليه في الدرس البلاغي منذ ظهر حتى هذه الأيام.
طبع الإيضاح أول مرة في مصر سنة 1317 هـ على هامش كتاب سعد الدين التفتازاني مختصر المطول، وطبع في مطبعة محمد علي صبيح بالقاهرة سنة 1348هـ بتصحيح أحمد محمد الفقي، وسنة 1366هـ، وهاتان الطبعتان من أقبح طبعاته وأكثرها خطأ وتصحيفا، وطبعه عبد المتعال الصعيدي في أربعة أجزاء مشروحا بكتابه بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح مع تمرينات لم يذكرها القزويني، ثم أخرجه محمد عبد المنعم خفاجي سنة 1948م مشروحا في ستة أجزاء كبيرة، حملته سعتها بعدئذ على اختصار تعليقاته، وإخراج الكتاب سنة 1949 في جزأين أعيد طبعهما بعد ذلك خلال سنوات 1953-1971-1975 م، والطبعة التي بين أيدينا هي الرابعة صدرت عن دار الكتاب اللبناني سنة 1975م مصدرة بمقدمات كتبها المحقق محمد عبد المنعم خفاجي عن نشأة البلاغة العربية ومراحل التأليف فيها، ومؤلفات متأخرة في البلاغة ونشأة البيان العربي ، والجاحظ والبيان العربي، وأول صحيفة في البلاغة لبشر بن المعتمر، والخطيب وأثره في البلاغة العربية جاءت في خمسة وستون صفحة من الجزء الأول من الكتاب.
5- كتاب البديع:
يعتبر هذا الكتاب من تأليف عبد الله بن المعتز، كان أبو العباس عبد الله بن المعتز الخليفة العباسي (ت. 296هـ) شاعرا قبل أن يكون ناقدا أو بلاغيا، وكان يجري في شعره على سنة المحدثين ومذاهبهم، وكان مذهب البديع من أشهر هذه المذاهب في عصره، منذ أن فتح القول فيه مسلم بن الوليد، وهو فيما زعموا أول من قال الشعرالمعروف بالبديع، وهوالذي لقب هذا الجنس: البديع واللطيف، وتبعه فيه جماعة وأشهرهم أبو تمام، فإنه جعل شعره كله واحدا فيه.ثارت حول هذا المذهب ومن يمثله من الشعراء وعلى رأسهم أبو تمام ضجة نقدية كبرى، كان لها أثر كبير جدا في توجيه حركة النقد العربي، وإغنائها، فألقى ابن المعتز بدلوه فيها وألف فيها عدة كتب نقدية منها كتاب محاسن شعر أبي تمام ومساويه، وكتاب طبقات الشعراء المحدثين، وكتاب البديع الذي نحن بصدده.
إن كتاب البديع ينقسم إلى قسمين كبيرين الأول من ( ص 1 إلى ص 58) وفيه يحصي المؤلف خصائص المذهب الجديد الخمس، وفي الجزء الأخير ( من ص 58 إلى ص 77) يذكر بعض محاسن الكلام والشعر، ويبدو أن اتجاهه إلى تأليف كتاب البديع يمثل محاولة جادة للوقوف في وجه التيار النقدي المناصر للقديم، ويدل على قوته، مما حدا بابن المعتز إلى ربط هذا المذهب بعجلته، وإحكام صلته بمذاهبه، إذ قال في صدر مقدمته:" قد قدمنا في أبواب كتابنا هذا بعض ما وجدنا في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة والأعراب، وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون بالبديع ليعلم أن بشارا ومسلما وأبا نواس ومن سلك سبيلهم، لم يسبقوا إلى هذا الفن، و لكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم، حتى سمي بهذا الاسم فأعرب عنه ودل عليه"[2]
وقد أجهد نفسه في استحضار الشواهد الغزيرة التي تؤكد استخدام القدماء لوجوه البديع المختلفة التي استوفى منها ثمانية عشر بابا في كتابه، فعد بذلك أول محاولة منظمة ومنهجية لوضع أسس البلاغة العربية، ولم شتاتها، وتحديد مباحثها ومصطلحاتها، دون أن يفقد صلته بالنقد.
إن صاحب كتاب البديع يحاول أن يصحح خطأ شاع في زمنه وأصبح من المسلمات، وهو أن البديع من ابتكار المحدثين وليس من ابتكار القدامى، وعنوان الكتاب يوحي بأنه في البلاغة غير أنه من محتواه يظهر أنه يقصد بالبديع كل الأنواع التعبيرية، لغوية كانت أم معنوية، التي وظفت في إنتاج الشعر.
إن ابن المعتز إنما ألف كتابه البديع على إثر الضجة التي أثارها أصحاب المذهب الجديد، مدعين أنهم قوم أبدعوا الصياغة الشعرية والتجويد الفني، وأن لهم السبق في ذلك، وأنهم حققوا ما عجز عنه القدماء في استعمال المجاز والاستعارة ومحسنات القول، من تجنيس، وثورية وطباق، وغير هذا وذلك من أنواع البديع المعروفة، من هذا المنطلق أراد ابن المعتز أن يثبت بكتابه هذا حقيقة مفادها أن في شعر الأوائل، وفي القرآن الكريم، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا من هذه الاستعارات التي يزعم المحدثون أنهم أصحابها، وكل ما في الأمر أن الأوائل، قد وقعوا عليها بطريقة عفوية تلقائية، وأن المحدثين قد جذبوها جذبا وقصدوا إليها قصدا.
اعتنى بنشر كتاب البديع لابن المعتز، وتعليق المقدمة والفهارس عليه اغناطيوس كراتشوفسكي عضو أكاديمية العلوم في لينيغراد.وقد شرح هذا الكتاب وعلق عليه للمرة الثانية الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي أستاذ وعميد جامعة الأزهر سنة 1945م عن مطبعة دار الجيل بيروت لبنان.
-6 كتاب البيان والتبيين :
كتبه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى سنة 255 هـ، أحد أئمة البيان العربي بل عده طه حسين زعيم البيان في الثقافة العربية، لأنه:
أ- كان ميالا إلى القراءة، ولم يقع في يده كتاب إلا أتى عليه، ويكتري حوانيت الوراقين ويبيت فيها للدرس والمطالعة، وله قدرة فائقة على الحفظ والرواية فأكسبه ذلك معرفة واسعة وثقافة متنوعة بين: دينية وأدبية، عربية ويونانية، فارسية وهندية. والظاهر أنه عرف كتاب الخطابة RHétorique لأرسطو بعض المعرفة قبل أن تتناوله الترجمة الكاملة.
ب- عاش في عصر طافح بالقيم في كل فن، فعاصر من رجال الفقه والحديث: الإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري. ومن الكتاب: ابن المقفع وإبراهيم الصولي وابن قتيبة والمبرد وابن الزيات، ومن علماء اللغة: الخليل بن أحمد، ومن الشعراء: بشار بن برد، وابا نواس ومسلم بن الوليد، وأبا العتاهية وأبا تمام والبحتري وابن الرومي. ودرس على الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري والأخفش، والتقى بالنظام، واتخذ الاعتزال مذهبا، وأصبح أحد ثلاثة من كبار المعتزلة، وله طائفة خاصة تنسب إليه تسمى "الجاحظية". ألف الجاحظ "البيان والتبيين" في أخريات حياته حين علت به السن وقعد به المرض وأهداه إلى القاضي أحمد بن أبي داوود ما بين (233هـ و240 هـ).
تحدث الجاحظ في كتابه تحت عناوين ثلاثة: البيان والبلاغة والخطابة، عن قضية واحدة هي الكلام الجيد، خطبة أو جدلا أو حوارا أو قصصا.
إن البيان عنده كل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير حتى يفضي السامع إلى حقيقته، فبأي شيء بلغت الأفهام وأوضحت عن المعنى فذلك هو البيان وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ، خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد: اللفظ – الإشارة – العقد – الخط والحال.
والبلاغة اختيار الكلام وحسن الاقتضاب عند البداهة والغزارة يوم الإطالة وهي وضوح الدلالة وانتهاز الفرصة وحسن الإشارة.
وفي الخطابة ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينها وبين أقدار الحالات فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما، ولكل حالة من ذلك مقاما، حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات.
وقف الجاحظ كتابه " على الأدب الشفاهي" بألوانه المتعددة، وإذا عرض لغيره ففي مقام الاستدلال أو المقارنة، ولم يقصر بحثه على الأدب وحده، وإنما تعداه إلى الأديب نفسه، فدرسه تشريحا وثقافة وتاريخا، فأفاض القول في الخطابة وما تتطلبه من الجهر بالقول وترفيع الصوت، وفي الدمامة وتأثيرها في قدر الخطيب وفي اكتمال أسنانه أو سقوطها وسعة شدقه أو ضيقه وأثر ذلك في مخارج حروفه وما يجب أن يكون عليه أثناء الكلام من استخدام الإشارة وارتفاع الصوت وهدوء النبر… وقدم لنا معلومات عن البلغاء والخطباء، والفقهاء، والأمراء، مركزا على تصورهم للبلاغة…ثم تحدث عن الصمت و العي والحمق و التشادق والإغراق والفضول والبحث وتوارد الاعراب، والألغاز والمجانين وأخطاء العلماء، وهو حديث فضلا عن تجليته لقضية البيان كما يراه الجاحظ فيه ترويح عن نفس القارئ له، ونفع له في بيانه وعبارته.
وفي الكتاب مادة موفورة لدراسة عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي في بغداد والبصرة على أيام الجاحظ، وهو مصدر لعالم اللغة حين يبحث في تطور الملكات وتوزع اللهجات وظواهر البحث..
وكتاب البيان والتبيين، موضع تقدير القدامى فقال عنه المسعودي المؤرخ "إنه أشرف ما كتب لأنه جمع فيه المنثور والمنظوم، وغرر الأشعار ومستحسن الأخبار، وبليغ الخطب، ما لو اقتصر عليه مقتصر لاكتفى به..." وأوجز أبو هلال العسكري في كتابه ""الصناعتين" فضائل الكتاب وعيوبه وهو يتحدث عن كتب البلاغة فقال:" وكان أكبرها وأشهرها كتاب " البيان والتبيين" لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ".
وفي العصر الحديث لقيت كتب الجاحظ بعامة وكتاب "البيان والتبيين" بخاصة إقبالا من القراء فكان من أوائل المطبوعات، فطبع "البيان " للمرة الأولى في مجلدين خلال الأعوام 1311 هـ و1313هـ، ونشر للمرة الثانية في ثلاثة مجلدات بإشراف الأستاذ محب الدين الخطيب عام 1332هـ. وقام الأستاذ حسن السندوبي بتحقيقه ونشره في ثلاثة مجلدات، وظهرت الطبعة الأولى عام 1345هـ والثانية عام 1351هـ. وبذل جهدا مشكورا في تحقيق نصه والتعريف بأعلامه، وألحق به بعض الفهارس، وأخيرا قام الأستاذ عبد السلام هارون بتحقيق الكتاب، كما عني بتحقيق الأعلام وترجمتها على ما في ذلك من عُسر شديد وجهد جهيد، كما حقق نصوصه وخرجها، ونسب الشعر إلى قائله، وأبقى تقسيمه كما صنعه الجاحظ. ف لم يحدث فيه تغييرا ولم يضف إليه شيئا من العناوين. صدرت منه الطبعة الأولى في أربعة مجلدات عن لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1948م. وقد ألحق بكل مجلد فهرسا للأعلام المترجمة، وفي آخر الكتاب قدم فهارس تفصيلية للخطب والرسائل والوصايا والأشعار والأراجيز والأمثال، واللغة والأعلام والبلدان، والمواضع والمياه وأيام العرب والحضارة والكتب.
7- كتاب الحيوان:
وهو كتاب للجاحظ كذلك، يعتبر موسوعة في الأدب والنقد... يوهم عنوان الكتاب أن مضمونه خص للحديث عن الحيوان وما يمت إليه بسبب في حين أن الكتاب معلمة واسعة، و صورة ظاهرة لثقافة العصر العباسي المتشعبة الأطراف. ليس هذا الكتاب دراسة منهجية وتقنية لعالم الحيوان، وإنما سيل من الملاحظات العلمية غير المنتظمة تختلط بالمأثورات الشعبية والشعر والقصص والحكايات المتصلة بالحيوان. استمد المؤلف معلوماته من مصادر ممتازة على نحو ما يشير إليه هو نفسه في مقدمة الجزء الأول الصفحة السادسة من كتابه. فقد استخدم في تحريره كتب الفلاسفة وأخبار الرجالة، وروايات البحارة وغيرهم، زد على ذلك الملاحظة والتجربة المباشرة... طبع الكتاب بتحقيق عبد السلام هارون في سبعة أجزاء سنة 1964 بالقاهرة.
8 - الكامل في اللغة و الأدب:
كتبه العلامة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد. درس على جلة من علماء عصره، توفي سنة 285هـ، كان كتاب الكامل آخر ما ألف المبرد من كبريات كتبه، فكان خيرها، جلال قدر وعفيف نفع، وتمثلت فيه بوفاء ثقافة المبرد بكل جوانبها، جمع هذا الكتاب بين اللغة والأدب والنحو والصرف، وضم بين دفتيه كثيرا من أشعار العرب ونثرهم ولم يخل الكتاب من أخبار الحرب والسياسة والأدب، والحق أن عناية المبرد ببعض دقائق المسائل اللغوية والنحوية سلبت كتابه سلاسة الأدب، وطغى على بعض موضوعاته ثوب البحث العلمي الجاف، وقد أوجر المبرد في مقدمة الكتاب مادته، والمنهج الذي سوف يسير عليه يقول:" هذا كتاب ألفناه، يجمع ضروبا من الأدب، ما بين كلام منثور وشعر مرصوف، ومثل سائر وموعظة بالغة، واختيار من خطبة شريفة ورسالة بليغة".
"و النية أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو معنى مستغلق،وأن نشرح ما يعرض فيه من الأعراب شرحا وافيا، حتى يكون هذا الكتاب بنفسه مكتفيا، وعن أن يرجع إلى أحد في تفسيره مستغنيا".
يحمل كتاب "الكامل " طابع العصر الذي ألف فيه، فهو يميل إلى الاستطراد، وينتقل من قضية إلى أخرى لأدنى ملابسة، وتجاوز دوره في النصوص الأدبية الذي هو الجمع والاختيار، إلى الشرح اللغوي والتصويب النحوي، وتتبع دلالات اللفظ الواحد في وجوهها المختلفة عند جمهرة الأدباء والشعراء.
لقي"الكامل" تقدير كثير من العلماء، واحتداه بعضهم في تأليفه مثل محمد بن جعفر أبوالفتح المراغي المتوفى سنة 371 هـ في كتاب أسماه" البهجة على نمط الكامل" واهتم آخرون بتتبع سقطاته وأغاليطه أمثال أبو القاسم علي بن حمزة البصري المتوفى سنة 375 هـ في كتاب " التنبيهات على أغاليط الرواة" نبه فيه على الأخطاء الواردة في عدد من مؤلفات علماء عصره.
صادف "الكامل " هوى في نفوس الأندلسيين بخاصة، فأقبلوا على درسه، وعنوا بشرحه وبينهم من كان يستظهره...لقد حفظ لنا المؤرخون أسماء عدد منهم مثل: خلف بن يوسف بن فرتون المتوفى سنة 533هـ، وإشراقة السوداء العروضية مولاة أبي المطرف عبد الله بن غليون المتوفاة سنة 450 هـ، وغيرهم كثير. وشرحه منهم القاضي أبو الوليد هشام بن أحمد الوقَّشِّيُّ( نسبة إلى بلدة وقش في الأندلس، وما تزال موجودة في إسبانيا واسمهاHuecas ) من أهل طليطلة متوفى سنة 489 هـ، وسمى شرحه " نكث الكامل" لم يصلنا هذا الكتاب لكن جلال الدين السيوطي أشار إليه في " بغية الوعاة" وتردد ذكره في كتاب " خزانة الأدب " لعبد القادرالبغدادي. وشرحه كذلك محمد بن يوسف بن مروانجوش السرقسطي المتوفى سنة 539 هـ ولم يذكره أحد من الأندلسيين ممن قرأت لهم، ولكن حاجي خليفة أشار إلى هذا الشرح في موسوعته "كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون". شرح كتاب الكامل في عصرنا الحاضرمن لدن السيد علي المرصفي، وألقى شرحه دروسا في الأزهر ثم نشر هذه الشروح في كتاب أسماه " رغبة الآمال من كتاب الكامل" جاء في ثمانية أجزاء وطبع للمرة الأولى سنة 1930م.
طبع كتاب الكامل لأول مرة في أوروبا، نشرته الجمعية الألمانية في ليبزج Lapzig عام 1864م، وصدر في ثلاثة مجلدات بإشراف المستشرق وليام رايتر W /wright سنة 1889 م وضمن الكتاب ملاحظاته وتعليقاته وألحق به فهارس متنوعة، ثم طبع كتاب "الكامل" في الأستانة في مجلد واحد بلغت صفحاته 716 صفحة ونشرته المطبعة الخيرية في مجلدين عام 1809م، كما نشرته مطبعة التقدم في مجلدين أيضا وبهامشه كتاب " الفصول المختارة" للجاحظ عام 1905م توالت بعد ذلك طبعاته على نحو تجاري إلى أن طبع طبعة جيدة اعتنى بها الأستاذ زكي مبارك وأحمد محمد شاكر وهي في ثلاثة أجزاء صدرت سنة 1936م عن مطبعة البابي الحلبي، ثم ظهر كتاب " الكامل" في طبعة علمية محققة قام على ضبط نصها الأستاذان محمد أبو الفضل إبراهيم والسيد شحاتة، ووضع فهارسها محمد السيد الكيلاني، ونشرت في أربعة مجلدات عام 1956م، وكذلك طبعة بالألوان بتعليق محمد أبو الفضل إبراهيم سنة 1997م عن المكتبة العصرية صيدا بيروت .
9- كتاب العقد الفريد:
هو لأبي عمر أحمد بن محمد عبد ربه الأندلسي. كان فقيها دارسا صاحب لهو وطرب شاعر بلاط من الدرجة الأولى إذ لازم الأمراء: محمد بن عبد الرحمن – والمنذر بن محمد- و عبد الله بن محمد- وعبد الرحمن الناصر. توفي سنة 838 هـ. العقد الفريد كتاب أدبي جامع. يحتل في حياتنا الثقافية والأدبية المرتبة التي تلي كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، لما جمعه من أخبار وقصص ووثائق تعين على تصور المجتمع العربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في هذه الحقبة. أورد كثيرا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأخذ عن الثوراة و الإنجيل، وتمثل بكثير من الحكم الفارسية والهندية، واقتبس من أرسطو، وهي معارف توجد متناثرة بكثرة في المصادر المشرقية التي نقل عنها... عرض لتاريخ أمراء الأندلس حتى زمنه، وخص عبد الرحمن الناصر بأرجوزة أورد فيها مآثره وانتصاراته حتى زمنه. نقل عن العقد كثيرون ممن جاءوا بعده، وأفادوا من مادته الوفيرة مثل: الأبشيهي في كتابه المستظرف من كل فن مستظرف" واعترف بذلك في مقدمة كتابه، وابن خلدون في تاريخه، والقلقشندي في كتابه " صبح الأعشى" والبغدادي في "خزانة الأدب" و غيرهم.
يقع كتاب "العقد الفريد" في خمسة وعشرين كتابا كل كتاب منها جزآن، وأفرد كل كتاب باسم جوهرة من جواهر العقد وهي كالتالي:
23- الزبرجدة الثانية في بيان طبائع الإنسان وسائر الحيوان
وتفاضل البلدان.
22- الجمانة الثانية في المتنبئين والممرورين والبخلاء والطفيليين.
21- المرجانة الثانية في النساء، وصفاتهن.
20- الياقوتة الثانية في علم الألحان واختلاف الناس فيه.
19-الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر وعلل القوافي.
18- الزمردة الثانية في فضائل الشعر ومقاطعه ومخارجه.
17- الدرة الثانية في أيام العرب ووقائعهم.
16- اليتيمة الثانية في أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة.
15- العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأيامهم.
14- المجنبة الثانية في التوقيعات والفصول وأخبار الكتبة.

1. كتاب اللؤلؤ في السلطان
2. كتاب الفريد في الحروب ومدار أمرها
3. كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد.
4. كتاب الجمانة في الوفود.
5. كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك.
6. كتاب الياقوتة في العلم والأدب.
7. كتاب الجوهرة في الأمثال.
8. كتاب الزمردة في المواعظ والزهد.
9. كتاب الدرة في التعازي والمراثي.
10. كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب.
11. كتاب العسجدة في كلام الأعراب.
12. كتاب المجنبة في الأجوبة.
- كتاب الواسطة في الخطب
وهكذا حتى استوفى جميع جواهر العقد فكان آخر كتاب فيه اللؤلؤة الثانية في النتف والهدايا والفكاهات والملح وهي تقابل اللؤلؤة الأولى للعقد.
إن من استيعاب مادة العقد الفريد يبدو أن مؤلفه كان يهدف إلى وضع دائرة معارف صغيرة تفي بمطالب الأديب على النحو الذي كان يطلب منه في ذلك العصر من إلمام بطرف من كل علم.
اختصر "العقد" قديما اثنان:
الأول: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوادي آشى القيسي المتوفى عام 570هـ.
والثاني: جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم الأنصاري الشهير بابن منظور صاحب معجم لسان العرب المتوفى 711 هـ.
واختصره حديثا مرتين: الأولى عندما عمدت لجنة أساتذة دار العلوم إلى اختصاره استجابة لرغبة وزارة المعارف المصرية فاختارت بعض كتبه وانتقت من هذه بعض أخبارها وأسمته مختار العقد نشر سنة 1913م، والثانية تمت سنة 1973 م عندما نشرت بعض مختاراته في سلسة كانت تشرف على إصدارها وزارة الثقافة والإرشاد.
طبع كتاب العقد الفريد في سبعة أجزاء بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري الطبعة الثانية سنة 1948م بمصر، وطبع في ثمانية أجزاء بتحقيق محمد سعيد العريان سنة 1953م بالقاهرة.
10- كتاب الأمالي:
لأبي علي إسماعيل قاسم البغدادي القالي الأندلسي، المتوفى سنة356هـ. كان إماما في علوم اللغة والأدب، ولصيته الذائع فيها دعاه الخليفة عبد الرحمن الناصر أشهر ملوك بني أمية بالأندلس لنشر علومه وآدابه، فحظي عنده حظوة كبرى، وفي قرطبة عاصمة الأندلس أملى تصانيفه الممتعة وكتبه القيمة التي لم يُجارِه في تأليفها أحد؛ بل أعجز بها من بعده وفاق من تقدمه. توفرت له ظروف مثالية للإملاء من مسجد هو جامع قصر الخلافة بقرطبة، على جلسائه الذين هم من بني الملوك وفيهم عدد من صفوف العلماء كابن القوطية.
يعتبر كتاب الأمالي من أمهات كتب الأدب العربي، فهو كتاب جامع لصنوف الأدب والحكمة ونوادر الأخبار والآثار، إذ كانت المؤلفات التعليمية المشهورة طيلة القرون الأربعة الأولى تحمل اسم "الأمالي " أو " النوادر " أو "المجالس" فهي عبارة عن محاضرات سجلها الذين عرفوا بالحرص والملازمة بالتلاميذ.
وليس كتاب الأمالي الذي نحن بصدد دراسته، حلقة مفقودة من الأمالي بل هو حلقة ضمن سلسلة طويلة من الأماليات اللغوية والأدبية والحديثية والتي ذكرها كل من ابن خير في "فهرسته" ( ص 130) وحاجي خليفة في كتابه " كشف الظنون " الجزء الثاني الصادر عام 1980م، حيث نجد قوائم طويلة بأسماء كتب النوادر والأمالي منها أمالي شيوخ أبي علي القالي منهم: ابن دريد، الزجاج، وابن الأنباري. وقد اطلع أبو علي بحكم وظيفته العلمية على أهم هذه المصنفات، بل إنه حمل معه جملة منها عند دخوله الأندلس فأخذت عنه رواية وقراءة.
طبع الكتاب في مجلدين، وطبع ذيله وكتاب النوادر للقالي وكتاب التنبيه على أوهام أبي علي القالي في آماليه للعالم أبي عبيدة عبد الله بن عبد العزيز البكري، جميعها في مجلد واحد بمطبعة بولاق الأميرية بمصر سنة 1322هـ. ولما نفذت هذه الطبعة طبع مرة ثانية بمطبعة دار الكتب المصرية مع إدخال تحسينات عدة علية، بإضافة فهاريس أبجدية بأسماء الأعلام والقبائل والشعوب، والبيوت والبلاد والمدن، والأماكن ونحوها؛ وأسماء الكتب وقوافي الأبيات الواردة فيه، وكانت الطبعة الثالثة للمجلدات الثلاث سنة 1926م.

11 - كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه:

ألفه أبو الحسن علي بن عبد العزيز المشهور بالقاضي الجرجاني المتوفى سنة 366هـ. يقول ياقوت الحموي في معجم الأدباء " أبو الحسن قاضي الري في أيام الصاحب بن عباد، كان أديبا أريبا كاملا... وللقاضي عدة تصانيف منها: كتاب تفسير القرآن المجيد، كتاب تهذيب التاريخ، كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه" - موضوع دراستنا- وقد وضعه الجرجاني لما اشتدت الحركة النقدية في القرن الرابع الهجري حول شاعرية المتنبي، وانقسم النقاد إلى قسم له وقسم عليه. والكتاب ليس مختصا بشعر المتنبي كما يفهم من عنوانه بل إنه عرض للأحوال الأدبية التي عرفت في عصره، وحلل أشعار القدماء والمحدثين وأورد كثيرا من محاسنهم وعيوبهم، وأبان ما شاع فيها من تعقد وغموض، وأخذ وسرقة، واستعارة حسنة ورديئة إلى غير ذلك، كذلك ينوه القاضي الجرجاني بأثر البيئة في الشعر والشعراء، ويرى أن من شأن البداوة أن تحدث جفوة في الطباع، وفي صياغة الأدب ومعانيه, ومن شأن الحضارة أن تحدث سهولة ورقة...
وضع الجرجاني كتاب "الوساطة" رسالة واحدة ذات مقالة واحدة لا أبواب فيها ولا فصول، لكن القارئ المجتهد لا يلبث أن يقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: ويسمى مقدمة، استهله الجرجاني ببيان ما يجب على أهل العلم والأدب نحو بعضهم البعض من الإنصاف والعدل...
1.القسم الثاني: من الصفحة 49 إلى الصفحة 434، وفيه حديث الجرجاني في المتنبي عارضا قضيته.
- القسم الثالث: وهو لوحة من المناقشات، حاور فيه الجرجاني ما عاب به النقاد شعر المتنبي من الصفحة 434 إلى آخر الكتاب.[3]
طبع الكتاب بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوى، طبعة دار الفكر للكتب بيروت لبنان وهناك طبعة أخرى لدار القلم بيروت لبنان.
-12الموازنة بين الطائيين:
للآمدي توفي سنة 370 هـ. الناقد الأديب الذي أسس قواعد النقد المنهجي في الثقافة العربية. لم ينظر الآمدي في كتاب الموازنة بين الطائيين: البحتري وأبي تمام، إلى الموازنة نظرة مفاضلة وحكم لهذا وذاك، بل جعل منهما دراسة مقارنة للشاعرين، وكثيرا ما تتسع المناقشة فتشمل كل ما قاله العرب في معنى من المعاني يوضح مناهجه وتفاصيله، ونظرة إلى أجزاء الكتاب توضح ذلك. لقد كان الآمدي يزن شعر الشاعرين انطلاقا من مقاييس عمود الشعر العربي. فإذا خرج البحتري عن عمود الشعر – وقليلا ما يخرج- قبح الآمدي خروجه، وإذا اقترب ابو تمام في بعض روائع شعره من عمود الشعر نوه الآمدي بهذه الروائع تنويها رائعا. ولما كان ابو تمام قد خرج على عمود الشعر في معظم شعره كان من الطبيعي أن ترجح كفة البحتري على أبي تمام في موازنة الآمدي...ولو حرر الآمدي نفسه من قيود عمود الشعر لعدل موازين موازنته، ولأنصف أبا تمام أكثر مما أنصفه، ولقدر عبقريته التي تهز كل من يديم النظر في شعره.
والقارئ لكتاب الآمدي يرى أن صاحبه التزم فيه شيئا من أصول المنهج العلمي في طريقة تقديمه، وقد بدأ كتابه بعرض تفصيلي لحجج المعنيين لقضية الفصل بين الشاعرين والحكم عليهما دون أن يعلق على هذه الأحكام، ولم يكن ذلك عجزا منه بل رغبة في اكتشاف القارئ لطبيعة المعركة بين الشاعرين وما تنهض عليه من أسباب.
طبع الكتاب بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد بمطبعة المكتبة العلمية بيروت لبنان، وطبع بتحقيق السيد أحمد صقر بمطبعة دار المعارف بمصر سنة 1961م
13 - كتاب نقد الشعر
لصاحبه قدامة بن جعفر، أشهر النقاد العرب الذين أثروا حركة النقد الأدبي في اللغة العربية ودفعوا بها إلى الأمام، ووجهوا النقد والنقاد وجهة جديدة استمر صداها على طول العصور، توفي سنة 337هـ... صار كتاب نقد الشعر أصلا لجميع الدراسات النقدية العربية بعد قدامة بن جعفر، إذ يرى هذا الأخير أن الكلام في نقد الشعر أقسام، وأن من هذه الأقسام ما عني به العلماء واستعصوا بحثه، ومنها ما كان نصيبه الإهمال، وهذا الذي أهمل هو نقد الشعر وتخليص جيده من رديئه، فلم يؤلف فيه كتاب ولم توضع له قواعد، وأصبح الناس يخطبون فيه منذ تفقهوا في العلوم، وقل ما يصيبون. ساء قدامة بن جعفر هذا الإهمال وعز عليه أن يضل الناس في نقد الشعر فوضع لهم في ذلك كتابا يمهد لهم الإصابة في الحكم، ويقودهم إلى اليقين والدليل على ذلك قوله:" ولم أجد أحدا وضع في نقد الشعر وتخليص جيده من رديئه كتابا. وكان الكلام عندي في هذا القسم أولى بالشعر من سائر الأقسام المعدودة"[4]، ومعنى ذلك أنه لم يطلع على ما جاء في كتاب "نقد الشعر" لصاحبه الناشئ الأكبر والمتوفى سنة 293 هـ. ولا على كتاب عيار الشعر لصاحبه ابن طباطبا العلوي المتوفى سنة 322 هـ. أو لعله اطلع عليهما ولم يعجب بما جاء فيهما وسعى إلى وضع كتاب نقد الشعر متجاهلا لهما.
فصل قدامة في كتابه مذهبه في النقد فقسم الشعر إلى عناصره الأولى المفردة: اللفظ والمعنى، والوزن والقافية. ورأى أن هذه المكونات تأتلف فيما بينها فينتج عنها ائتلافات أربعة وهي:
*ائتلاف اللفظ مع المعنى.
*ائتلاف اللفظ مع الوزن.
*ائتلاف المعنى مع الوزن.
*ائتلاف المعنى مع القافية.
ركز قدامى بن جعفر على أن الشعر صناعة ككل الصناعات ولقد تأثر في صياغة مضامينه بالثقافات العقلية التي كانت سائدة في عصره والتي تتلمذ عليها وأخذ منها في البصرة في القرن الثالث الهجري. وقد تأثر بنهج قدامة بن جعفر ثلاثة من كبار النقاد العرب وهم: أبو هلال العسكري في كتابه" الصناعتين" وابن رشيق القيرواني في كتابه " العمدة" وابن سنان الخفاجي في كتابه " سر الفصاحة".
طبع الكتاب طبعات متعددة أهمها طبعة بتحقيق محمد كمال مصطفى ونشر مكتبة الخنجي بالقاهرة وأخرى بتحقيق وتعليق محمد عبد المنعم خفاجة عن مطبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان بدون تاريخ.
14- كتاب عيار الشعر
ألفه ابن طباطبا العلوي: من أجل من ألف في " فن الشعر"توفى سنة 322هـ. وكتاب عيار الشعر من أعظم ما ألف في هذا الباب عند العرب حتى القرن الرابع الهجري، بل إنه ظاهرة فريدة في تاريخ النقد العربي عامة ونقد الشعر خاصة.
كتبه صاحبه جوابا لسؤال موجه إليه من رجل يدعى ابا القاسم سعد بن عبد الرحمن، وكان قد سأله عن علم الشعر، وكيف يتوصل إلى نظمه، فأجابه بهذا الكتاب.
و" عيار الشعر" كتاب صغير الحجم نسبيا لكن له مكانته المهمة في تاريخ نظرية الشعر عند العرب، وذلك لعدة عوامل أهمها:
2. أن ابن طباطبا يؤسس عيارا للشعر محددا الأسباب الموصلة إلى نظمه.
3. أن ابن طباطبا يؤكد القيمة التي يمكن أن ينطوي عليها النظم لو التزم بقواعد الصنعة.
وبذلك يختلف " عيار الشعر" في نهجه وبعض موضوعاته عما سبقه من دراسات في نقد الشعر، وهذا الاختلاف ناجم من أنه لم يتخذ البديع وحده رائدا فيصنف أبوابه، ويفرد لكل باب شواهده، كما نلاحظ في كتاب " البديع" و" نقد الشعر" و" الصناعتين"، ولم يكن كتاب ابن طباطبا منصبا على شاعر بعينه،أو جماعة من الشعراء ينتصر لهم أو يوضح محاسنهم، ويكشف مآخذهم، ويدافع عنها، كما هو الحال في كتابي "الموازنة" و"الوساطة، ولم يكن كذلك معنيا بتتبع المآخذ وحدها كما هو الحال في كتب " السرقات" كسرقات أبي نواس" لابن يموت، و" المصنف" لابن وكيع، وإنما "جاء عيار الشعر، دراسة موضوعية فنية لصنعة الشعر، وقياس جيده ورديئه معتمدة على ما استمده مؤلفه من دراسات السابقين من علماء الشعر ورجال البيان، وعلى خبرته الخاصة في هذا المجال"[5] .
يمتاز عيار الشعر بمنهجه الفريد الذي يختلف به عن غيره من الكتب السابقة التي تناولت الشعر والشعراء، وككتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي وكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة، و" الشعراء المحدثين " لدعبل الخزاعي، و" فحول الشعراء " للأصمعي وغيرهم.
وتظهر في الكتاب شخصية المؤلف وحسن ذوقه في اختيار النصوص والاستشهاد ومقدرته على المفاضلة والحكم وبيان مواطن الجمال والقيم وتعليل أسباب الحسن والتنبيه إلى الفساد في الشعر من ناحية معانيه أوألفاظه.
طبع الكتاب طبعات متعددة أهمها الطبعة التي شرحها وعلق عليها عباس عبد الساتر مع مراجعة نعيم زرزور عن مطبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان سنة 1982م.
-15كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه:
للإمام أبي علي الحسن بن رشيق القيراواني ( 390/ 446هـ) تزيد مؤلفاته على ثلاثين مؤلفا لكن كتاب العمدة الذي ألفه ما بين سنتي 412هـ/425هـ هو الذي خلد اسم مؤلفه في التاريخ وشهر بين المؤلفين، وقد أراد ابن رشيق لكتابه هذا أن يكون موسوعة في الشعر ومحاسنه ولغته وعلومه ونقده وأغراضه وفي البلاغة وفنونها المختلفة. ضمنه إلى جانب كل ذلك أبوابا مساعدة يستعين بها الدارس على فهم الشعر القديم كما يستعين بها الشاعر في صناعته.
يشتمل العمدة على تسعة وخمسون بابا لها صلة واضحة بدراسة الشعر ونقده، وهناك تسعة وثلاثون بابا تتصل بعلوم البلاغة... وهناك أبواب من شأنها أن تعين على فهم التراث الشعري.. ويبدو كتاب العمدة بهذا التنوع الخصب في محتواه كتابا جامعا لا غنى لأي باحث عنه، ولا نعرف كتابا قبل العمدة جمع كل هذه المعارف حول الشعر بشكل نظري شمولي لفهم الشعر وصناعته والعلوم التي تخدمه من قريب أو بعيد، وقد حشد ابن رشيق من أجل بلوغه هذا الهدف معارفه، وأحسن توظيف علوم عشرات من كتب المشارقة و دواوينهم وما يعرفه عن مشايخه فيه، مما لم يتوفر عليه ناقد آخر.
طبع الكتاب طبعات متعددة لكن أجودها طبعة 1994م عن مطبعة الكاتب العربي بدمشق بتحقيق الدكتور محمد قرقزان.
-16كتاب سر الفصاحة:
لأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعد بن سنان الخفاجي العالم الشاعر الأديب. ولد سنة 422 هـ، وتوفي سنة 466 هـ مسموما، له ديوان شعر صغير مطبوع ببيروت سنة 1316هـ. لقد أقام ابن سنان الخفاجي كتاب "سر الفصاحة" على أساس الفرق بين الفصاحة والبلاغة، وقد شغل كتاب "سر الفصاحة" مكانة ممتازة بين كتب النقد والبلاغة، وهيأت له تلك المكانة عوامل عدة بعضها راجع إلى أسلوبه الأدبي العلمي المتألق الذي لا يطغى فيه ذوق الأديب على ذوق العالم، كما طغى في أسلوب عبد القاهر الجرجاني، ولا يطغى فيه ذوق العالم على ذوق الأديب، كما طغى في أسلوب أبي يعقوب السكاكي؛ وبعضها راجع إلى ثقته وذوقه ورهافة حسه، وأحكامه. وكان لهذا أثره في من حدى حذوه من المتأخرين من علماء البلاغة، فقد أمعنوا في طريقته إلى أن أخلوها من الذوق الأدبي، وجعلوا من كتب البلاغة ميدانا لجدالهم العلمي، ومنهم: أسامة بن المنقذ، وابن شيت القرشي، وضياء الدين بن الأثير، وابن الزملكاني، وابن أبي الأصبع المصري.
لقد تناول ابن سنان الخفاجي الكلام في الفصاحة بأسلوب العالم الأديب، والناقد البصير، بعد دراسات واسعة في دواوين من سبقه من الشعراء، وفي كتب النقد الأدبي من أمثال نقد الشعر لقدامة، و"الموازنة بين أبي تمام والبحتري " للآمدي ، و"الوساطة بين المتنبي وخصومه" للقاضي الجرجاني، فجاء كتابه خلاصة لهذه الكتب، بعد تهذيب، وتنقيح فيها، وهذا إلى جانب ما أضافه إليها بفكره واجتهاده في ذلك العلم ولا يعاب عليه سوى إطالة الجدال في أمور لا تمت إلى الفصاحة بصلة.
يجدر بنا أن نشير إلى أن البلاغة العربية في هذه الفترة انقسمت إلى قسمين: مدرسة المشارقة ومدرسة المغاربة، فمدرسة المشارقة كان لها اتجاه خاص يهتم بالتحديد والتقسيم، ومدرسة المغاربة، كان لها اتجاه آخر فيه جنوح إلى التذوق الأدبي.ولعلنا لا نعدو الحق إذا قلنا إن ابن سنان الخفاجي كان رائدا لمدرسة المشارقة فكان بكتابه" سر الفصاحة" مدرسة في علم النقد.
صحح كتاب "سر الفصاحة" وعلق عليه عبد المتعالي الصعيدي سنة 1952 م وطبعته مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده
بشرى تاكفراست
أستاذة جامعية –مراكش-المغرب

إرسال تعليق


أحدث أقدم
document.querySelector('.button').addEventListener('click', function() { alert('مرحبًا في طريق التعلم!'); });