الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. تم طباعة رسالتي للماجستير في دار الوابل الصيب بمعرض القاهرة بصالة 4 جناح C13
هذا الكتاب
(الحواشي والنكات والفوائد المحررات) حاشية فريدة مميزة مشهورة مفيدة للغاية للإمام أحمد بن قاسم العبادي ت 994هـ خاتمة المحققين، على شرح المختصر لسعد الدين التفتازاني ت 792هـ، والذي يُعدُّ من أبرز الشروح التي كُتبت على متن تخليص المفتاح للسكاكي. ومادة هذه الحاشية ثرية في فنها، فقد حوت من التعليلات والتحليلات والتدقيقات ما فاقت به كثيرًا من الحواشي الأخريات، كيف لا؟ وهي التي نقلت عنهن، وأحسنت الاختيار عنهن، والرد عليهن، وأظهرت لنا هذه الحاشية شخصية ابن قاسم العبادي العلمية، وتحليلاته الفكرية، وذلك من خلال تحقيقه وتدقيقه للمسائل التي عرض لها، فهو شخصيّة موسوعيّة، تتميّز بسعة أفقه، وإلمامه بمختلف العلوم العربيّة والإسلاميّة، من نحو ولغة وصرف وبلاغة وفقه. وكما تأثر ابن قاسم في هذه الحاشية بكتب سابقيه، فنقل عنهم، وأفاد منهم، فكذلك تأثر به لاحقوه من العلماء فنقلوا عنه، وأفادوا منه، وممن هؤلاء العلامة ياسين العليمي الحمصي ت 1061هـ، ومحمد بن علي الصبان ت 1206 هـ، ومحمد بن محمد بن عرفة الدسوقي ت 1230هـ، ومحمد بن محمد الأنبابي، المعرف بالشمس الأنبابي ت 1313هـ –كان شيخًا للأزهر الشريف -وهؤلاء العلماء لهم مكانتهم العلمية، ومنزلتهم السنية في علوم اللغة العربية.
وقد تم دراسة هذه الحاشية وتحقيقها في رسالة علمية في قسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة؛ لإخراجها بالصورة التي ينبغي أن تكون عليها، وقد حصلت على درجة ممتاز مع التوصية بالطبع على نفقة الجامعة. ونحن إذ ننشر هذه الحاشية التي لم تُطْبَع قبل ذلك نطلع القارئ الكريم على إخراج هذا الكتاب التراثي النفيس في حُلَّةٍ بهيَّةٍ مزينة بتحقيق علمي يوثق النصوص المقتبسة في المتن، ويوضِّح غوامضه، ويخرِّج آياته وأحاديثه وأشعاره، مع عناية بحسن الإخراج والتنسيق والضبط اللائق بأهمية هذا الكتاب ومكانته العلمية في التراث البلاغي.